صدمة رياضية، ما تزال آثارها مستمرة في القلعة؛ ضجيج المجانين انطلق من ضواحي شارع التحلية، الذي اشتكى سكانه من الهوس، وما زال منتشراً بشكل غير مريح في مدينة النمور.
خرجت سيوف القلعة ورماحها ودروعها وخيخاتها من الجحور، وتحول البكاء والاستجداء وطلب الرحمة إلى عنتريات وتنمّر وعبارات لا تليق بالرقي المصطنع، فهل تخرج لنا يا قادح؟ وتعيد لهم الرسالة علّ وعسى يعودون إلى رشدهم، ويتذكرون حالهم وأحوالهم وحدودهم، قبل نخبة جبر الخواطر ومكرمة التوثيق.
لا عداوة لنا مع النجاح، ولكن يجب الإدراك أنَّ كثيراً من الاضطرابات النفسية تظهر، نتيجة الحرص الشديد على التنافس مع الأقران، ومحاولة لمحو الصورة الذهنية المهزوزة والسلبية عند الوسط الرياضي، واكتساب مكانة في السلّم الاجتماعي، والحرص على إخفاء أو محو وصمة عار، تحمل تذكاراً بطولياً، ولا نعلم هل سيظهر في دولاب القلعة؟ أم سيوارى بعيداً عن الأنظار، أو قد يُتَخَلَّص منه بأي وسيلة، والهروب إلى الأمام بكل وسائل الاستحواذ الممكنة، جسدياً ولغوياً، حتى ولو لم يتفق ذلك مع المعايير والمبادئ التي يتبناها المجتمع، والاستعانة بقواميس المفردات الكسيحة والسبب، لأن الاحتياج للتشبه بالأبطال يكون على رأس الأولويات ظناً أن الآخرين سينظرون إليهم بعين الرضا.
ومن أسباب الجنون، الإفراط فيما يُسمّى "الشّغف"، حين يرتبط بمرض حبّ الظهور وقلق البحث عن صورة جديدة، وقد يصل الإفراط في الفرح إلى التعدي على الآخرين، ويتحوّل من أمر عقلاني محمود، إلى هاجس مذموم وخطر جسيم يهدّدان الأمان النفسي.
صحيح الطموح أمر مطلوب، والنجاح من مكونات السعادة، لكن الهوس بهما من أسباب الضياع الذي كان سبباً في هدم القلعة وحصونها.