: آخر تحديث

زخم غير مألوف

6
5
5

خالد بن حمد المالك

أحيط عقد مؤتمر خيار الدولتين برئاسة كل من المملكة وفرنسا بكثير من الاهتمام والمتابعة وردود الفعل، وتحرّك العالم نحو منع حرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه، ومن قيام دولته على أراضيه، وزاد من التفاعل الإيجابي إعلان فرنسا عن قرارها بالاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال اجتماع المؤتمر.

* *

ويُسجل للمملكة وفرنسا تبنيهما إقامة المؤتمر في نيويورك قبل فترة قصيرة من اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبالتزامن مع إعلان فرنسا عن قرارها بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، ما أثار الرعب لدى إسرائيل، لدرجة أن أعلن وزير ماليتها بمقترح تافه بأن تكون فرنسا دولة فلسطينية، ووزير الأمن القومي بدعوته إلى إرسال قنابل إلى غزة لإبادة المواطنين، بدلاً من إرسال المواد الغذائية، ومثل ذلك قال رئيس الوزراء ورئيس دولة إسرائيل وبقية أعضاء الحكومة وجميعهم من المتطرفين.

* *

كلام الإسرائيليين، والموقف الأمريكي الداعم، لم يطفئ الزخم الإيجابي الذي تميز به المؤتمر والقرارات التي اتخذها، وعدم امتناع الحضور عن تلبية الدعوة وشاركوا بكثافة في أعماله، رغم التحذير المبّطن بالتهديد من الولايات المتحدة الأمريكية لمن يقدم على المشاركة، حتى وهو يقام في نيويورك، وتستضيفه الأمم المتحدة، وهدفه إقرار قيام الدولة الفلسطينية، دون المساس بأمن واستقرار إسرائيل على ما تحتله قبل عام 1967م من الأراضي الفلسطينية.

* *

اختتم المؤتمر أعماله أمس برئاسة كل من وزيري خارجية المملكة فيصل الفرحان وفرنسا جان نويل بارو وبحضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطنيو غوتيريش بالتأكيد على حق الشعب الفلسطيني بدولة مستقلة قابلة للحياة تحقيقاً لمبدأ خيار الدولتين، وتنفيذاً لقرارات الشرعية الدولية.

* *

ومع انطلاقة المؤتمر قال الأمين العام في كلمته بأن المؤتمر يمثل فرصة نادرة، وأنه لا خيار عن إنهاء الاحتلال وإقامة دولتين مستقلتين ومتجاورتين وديمقراطيتين وبسيادة كاملة ومعترف بها من دول العالم، بينما أكد وزير خارجية المملكة بأن حل الدولتين هو المفتاح الحقيقي للاستقرار في المنطقة، فيما قال وزير خارجية فرنسا بأننا أطلقنا زخماً لا يمكن وقفه للوصول إلى حل الدولتين.

* *

وشارك عدد من ممثلي الدول في إلقاء كلمات في الجلسة الافتتاحية وفي مجملها ركزت على التأييد الكامل لحل الدولتين، والدعوة إلى الاستفادة من زخم حل الدولتين الذي انطلق من المؤتمر، لتأكيد الاعتراف بدولة فلسطين وإنهاء آخر احتلال بالقوة لأراضي الغير في العالم، وهذا التوافق سوف يحول دون تفريغ غزة من سكانها لصالح المحتل، ووقف أطماع إسرائيل بضمها والضفة الغربية إلى دولة الاحتلال.

* *

وكما أشار وزير خارجية النرويج في كلمته بأن على العالم أن يقوم بمنع إسرائيل من استخدام (الفيتو) ضد قيام الدولة الفلسطينية، ولو قال إقناع أمريكا عن استخدامه لكان ذلك بمثابة المسمار الأخير في إنهاء الاحتلال، ومنع أي قرارات أحادية تعارض قيام الدولة الفلسطينية.

* *

ولأن الأعمال غير القانونية بالضم والاحتلال مرفوضة وتدمر حل الدولتين، فقد جاءت الكلمات معبّرة أصدق تعبير عن نفاد صبر الدول من ممارسات إسرائيل القمعية ضد شعب يقع تحت الاحتلال، وهو ما لخصته كلمة الأمير فيصل الفرحان بالقول: إن السبيل الوحيد لإنهاء دوامة العنف والمعاناة هو التطبيع بين الدولتين، والاستفادة من الزخم الذي أحدثه المؤتمر والمحافظة عليه، داعياً الدول التي لم تعترف بعد بالدولة الفلسطينية إلى المبادرة بذلك.

* *

وقد اختصر وزير خارجية فرنسا الموقف الدولي من خيار الدولتين، ومن عقد هذا المؤتمر للتمهيد باعتراف العالم بالدولة الفلسطينية من أن فرنسا لن ترضخ، ولن تنتظر أكثر للاعتراف بدولة فلسطينية، وإن حل الدولتين هو الأفق نحو سلام عادل.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد