: آخر تحديث

سيكولوجية العلاقة المهنية

6
5
5

العلاقة المهنية يحكمها النظام والمهام والصلاحيات، لكن المجتمع الإنساني ليس مجتمعاً آلياً، وبهذه الطبيعة يخرج أحياناً من محيط النظام إلى الاجتهادات الشخصية غير المتفقة مع الصلاحيات، أو يكون للمرؤوس رأي مخالف لرئيسه، أو يتطور التنافس البناء بين الزملاء إلى مستوى يضر بمصلحة المنظمة.

في العلاقة بين المدير وفريق العمل يحدث أحياناً مواقف تتطلب الحكمة وإدارة الغضب والاحترام المتبادل. هذه المواقف قد تكون نتيجة لأسلوب التعامل السلبي من أحد الطرفين، خذ مثلاً مديراً آلياً يستخدم طريق تواصل واحد مع الموظفين (من أعلى إلى أسفل) ولا يعطي مساحة للمناقشة وسماع الرأي الآخر، وقد تكون تلك المواقف نتيجة لموظف يسيطر عليه التفكير السلبي واللامبالاة والتفرغ للثرثرة والتذمر من كل شيء. مهما كان السبب في توتر العلاقة المهنية فهي لا تصل إلى حد العنف الجسدي إلا في حالات نادرة وفي بيئة عمل غير إيجابية. هذا العنف لم ولن يكون في أي منظمة هو الحل إنما هو مؤشر على وجود مشكلة أو مشكلات مهنية أو سلوكية داخل المنظمة تحتاج إلى حلول.

حين تكون علاقة المدير بفريق العمل علاقة إيجابية منتجه فهذا يعني وجود اتصالات ومشاركة وأن المدير يتعامل مع الموظفين كزميل، ويقوم بدور قيادي يحتوي في تفاصيله على جوانب إنسانية تظهر في الاحترام وتجنب التعالي والشخصنة وتصيد الأخطاء. الدور القيادي لا ينحصر في الجوانب المهنية فقط، الدور الإنساني دور جوهري يجعل المدير قادراً على التعامل مع الأخطاء أو السلوك غير المقبول بمبدأ التطوير وليس بمبدأ العقاب. هنا تكون العلاقة بين المدير وفريق العمل علاقة مهنية وإنسانية وهي علاقة لا تنجح بدون تعاون الطرفين، الموظف الذي ينتظر الدعم والاحترام والمشاركة وفرص التطوير من رئيسه لا بد أن يقوم بدوره أيضاً في توفير بيئة عمل إيجابية، وأن يبدي الاستعداد لأن يكون عضواً فاعلاً في فريق العمل وليس مجرد متفرج ومتذمر.

المنظمة التي تتميز بالأداء المهني العالي، والجودة في المنتجات والخدمات، والصورة الذهنية الإيجابية في المجتمع، الناجحة بامتياز في تحقيق الأهداف، لم تفعل ذلك بالمعايير المهنية فقط لأن منظومة النجاح لا تكتمل بدون الجوانب الإنسانية، وشعور الجميع بالأهمية، والعدالة التي تحفز الموظف على الإضافة والمشاركة وتقديم الحلول.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد