عبدالعزيز الفضلي
غالباً ما تُقرأ الأحداث التاريخية من أجل أخذ العِظات والدروس والعِبر.
ولعل من المناسب أن تكون لنا وقفات مع معركة طوفان الأقصى والحرب على غزة، فإن بها العديد من تلك الدروس.
علّمتنا غزة أنّ الموت بشرف وعزّة خير من الحياة بذِلّةٍ ومهانة، لذلك رفضت المقاومة في غزة تسليم سلاحها، بعد أن رأت ما يتعرّض له من سلموا سلاحهم في الضفة الغربية من مذلة وهوان.
ميّزت لنا حرب غزة الطيّب من الخبيث والصادق من الكاذب والوطني من العميل.
بيّنت لنا غزة أن حب الأوطان أفعال وتضحيات لا أقوال وشعارات، وأن النائحة الثكلى ليست كالنائحة المستأجرة.
أثبتت لنا غزة بأن على صاحب الحق السير في طريقه وإن تخلّى عنه القريب والبعيد، لذلك كانوا أقرب الناس إلى وصف النبي، عليه الصلاة والسلام، للطائفة المنصورة التي لا يضرها من خالفها أو خذلها.
بدّدت لنا غزة الخوف الموهوم من قوة جيش الاحتلال والذي أثبتت معركة طوفان الأقصى بأنه نمرٌ مِن ورق، وأنّه أوهن من بيت العنكبوت.
ضرب لنا أهل غزوة أروع الأمثلة في قوة العقيدة وصدق الإيمان، من خلال ردود أفعالهم مع كل مصيبة، والتي كانوا يرددون معها (إنّا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجِرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيراً منها).
تعلّمنا منهم ألا نلتفت إلى المخذلين أو المثبطين أو المرجفين، لذلك تجدهم لا يعيرون اهتماماً لمن خوّفوهم من جيش الاحتلال والدول المجرمة الداعمة له، وكان لسان حالهم «الذينَ قالَ لهمُ الناسُ إنّ الناسَ قد جَمَعوا لكم فاخْشَوْهُم فزادهم إيماناً وقالوا حسبُنا اللهُ ونِعْمَ الوكيل».
عرفنا من خلال الأحداث أحد أسرار بسالة وشجاعة وإقدام أبطال المقاومة، حيث اكتسبوا ذلك اقتداء بقادتهم والذين قدّموا أرواحهم في سبيل نصرة قضيتهم كمحمد الضيف ويحيى السنوار وإسماعيل هنية وصالح العاروري ورافع سلامة وغيرهم الكثير.
علّمتنا غزة أن ما أُخذ بقوة لا يسترد إلا بالقوة، وأن طريق التحرير يمر عبر البنادق والخنادق لا المفاوضات والفنادق.
كل التحية لأهل غزة والذين علّموا العالم معنى الكرامة والعزّة.
X: @abdulaziz2002

