رغم ما يحققه الاقتصاد السعودي من إنجازات كثيرة ونوعية، جعلت منه نموذجاً عالمياً فريداً للاقتصادات الواعدة، التي تحوّل تطلعات الأوطان والشعوب واقعاً ملموساً، إلا أن مسيرة الاهتمام الرسمي بهذا الاقتصاد لا تتوقف أو تهدأ، في إشارة إلى حرص المملكة على مواصلة تعزيز مسارات الاقتصاد الوطني، والوصول به إلى أبعد نقطة من النمو والازدهار والاستدامة.
وتدرك القيادة الرشيدة أن المحافظة على مكتسبات الاقتصاد السعودي، تحتاج إلى المزيد من الجهد والعرق، الممزوج بالتفكير من خارج الصندوق، من أجل الوصول إلى استراتيجيات عمل متكاملة، تضمن استدامة الريادة لهذا الاقتصاد، ومواكبة تطورات العصر، وهذا المشهد سيكون حاضراً وبقوة في فعاليات النسخة التاسعة من «مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار»، التي بدأت أمس (الاثنين)، وتنطلق فعالياتها الرسمية صباح اليوم بمركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض.
وتعكس رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- لفعاليات المؤتمر، حجم تطلعات القيادة الرشيدة، ورغبتها الصادقة، بإحداث طفرات متتالية في مسيرة الاقتصاد الوطني، بدفعه إلى الاهتمام بمجالات حديثة ترتقي بمؤشراته وتعزز من مرونته وحيويته، هذه المجالات ليس أولها الاستثمار في برامج الذكاء الاصطناعي، والروبوتات التي تزيد الإنتاجية، وليس آخرها دعم آفاق الابتكار، وتعزيز الفرص الاستثمارية، لتحقيق مستهدفات رؤية 2030 نحو بناء اقتصاد رقمي مستدام وريادي، فضلاً عن استعراض التحديات التي تُعيق التقدم والابتكار الاقتصادي، وأهمية التطورات في التقنية والسياسات للدفع بعجلة النمو.
ومُخطئ من يعتقد أن «مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار»، شأن يخص الاقتصاد السعودي دون سواه، وإنما سيكون بمثابة منصة عالمية، تنطلق منها الأفكار والابتكارات الحديثة، لتطوير مسيرة الاقتصادات الراغبة في النمو ومواكبة مستجدات العصر، ويساعد على ذلك، أن فعاليات المؤتمر الذي يستمر حتى نهاية الشهر الجاري، تستقطب آلاف المشاركين ومئات المتحدثين البارزين، من خلال 250 جلسة حوارية؛ كفيلة بتعزيز مكانة الرياض ودورها الريادي، لتصبح مركزًا عالميًا رائدًا يجمع القياديين والمبتكرين من مختلف دول العالم في تحويل الرؤى إلى استراتيجيات عملية ناحجة.
وتُضاف إنجازات المؤتمر المتوقعة إلى إنجاز مماثل حققته المملكة أخيراً، بتصدرها المرتبة الأولى عالمياً في نمو منظومة الابتكار وريادة الأعمال، واختيارها «دولة العام 2025» وفق نتائج تقرير «StartupBlink» العالمي، ويجسد هذا الإنجاز المكانة الريادية المتقدمة التي تحتلها السعودية على خارطة الابتكار والاقتصاد الرقمي عالمياً، إلى جانب الجهود المتكاملة التي يقودها البرنامج الوطني لتنمية تقنية المعلومات والجهات الحكومية والخاصة ومنظومة ريادة الأعمال بالمملكة.

