: آخر تحديث

الثقافة النفسية والتوعية المنسية (1-2)!

2
1
1

عبده الأسمري

تسهم «التوعية» في كل اتجاهات الحياة إسهاماً كبيراً في صناعة «الصواب» وفي توجيه السلوك الإنساني نحو «ممارسات واعية» تمضي به إلى حين جني ثمار «النفع» المفترض وحصد «الهدف» المفروض وسط محطات العمر التي تقتضي مواءمة التغير والمضي على «خطوط» آمنة لحصد الغنيمة من كل بر والسلامة من كل شر..

ترتبط «التوعية» بالإنسان في كل دروب «العمر» منذ الطفولة بكل مراحلها، ومروراً بالمراهقة ثم الشباب والرشد ثم باتجاه «الشيخوخة»، وفق «دوائر» ومنعطفات تمر بأزمات وعقبات وتتطلب الثبات والإثبات، وأيام مزيجة من الفرح والترح والمنح والمحن، وتجارب مؤكدة تستوجب «الاقتدار» ومشارب عابرة تتوجب «الاعتبار».

تتنامى في «ذهن» الإنسان جملة من النصائح والتوجيهات التي تبدأ معه في محيط الأسرة وتتكامل مع دواعي «الانضباط» الأول ومساعي «الضبط» الأمثل الذي يعيشه على مقاعد الدراسة، والتي تشكل أولى «مهام» المسؤولية ثم تقترن معه إلى مراحل العمل والحياة بكل تفاصيلها في مراحل لاحقة، ويظل فيها البشر في اتجاهين من الصواب أو الخطأ وبينهما مساحات «هائمة» من الغفلة.

تتكامل متون «الثقافة الصحية» المتعلقة بالصحة الجسدية للإنسان، وما إن يواجه «المرض» حتى يلجأ للأطباء ويبحث في كل «اتجاه» بحثاً عن «نعمة» العافية التي لا تقدر بثمن، ووسط كل ذلك تسجل ذاكرته كل «مكامن» الألم وتستدعي كل «خطوط» الدفاع بحثاً عن سلامة الجسد من هجمات «الأمراض»، وتأتي التوعية كجزء من منظومة «الدفاع» الذي يتشكل في «محيط» حذر يصنع «التهيئة الاستباقية» لمنع «الوقوع» في المتاعب؛ مما يوفر وعياً واضحاً يتناقله الناس في مجالسهم وبين وسائطهم بحثاً عن «طوق نجاة» في بحر مكتظ بالتوقعات والمفاجآت التي تستوجب تحفيز «الفكر» في حصد «السلامة».

تمعن «القطاعات الصحية» في رسم «منهجيات» مثلى عن الثقافة الصحية عن «الأمراض»، وتمتلئ «الذاكرة الشعبية» بوسائل دفاع صحى صنعتها «التجارب»، ومع حضور التوعية التقنية فقد ارتفع مستوى «الوعي الصحي» تجاه سلامة الجسد ووقايته وباتت الإعلانات التوعوية تغمر شاشات «المحمول» وتعتلى «الشوارع والميادين»، مع وجود بعض «الشوائب» وموجات «التقليد التوعوي» الذي ينشره اللاهثون خلف المشاهدات في وسائل «التواصل» ومن بعض الدخلاء على مهنة الطب، أو المتحدثين في خارج اختصاصهم الذي ينشرون «وهم» الوصفات التقنية «البائسة»، التي حولت الطب البديل إلى سلعة رائجة لجني المال تقتضي أخذ الحيطة والحذر من البشر، والرقابة المشفوعة بالعقاب من جهات الاختصاص.

يبقى النقص والخلل والتراجع في ضعف وجود «ثقافة نفسية» تعزز حياة الإنسان من أجل العيش تحت ظلال «صحة نفسية متكاملة» وسط تغييب «للتوعية السلوكية» وغياب للتثقيف الحياتي الذي يتطلب الذود عن «النفس» والدفاع عن «محيط» الشعور؛ تجنياً لوقوع الإنسان في «الأمراض النفسية» والتي تستبد بالنفس والجسد.

هنالك الكثير من الأعراض النفسية التي تتربص بالإنسان وتحيط به من كل جانب، والتي تبدأ من منشأ «التفكير» ثم تتجه إلى منحنيات «القلق والتوتر» حتى تتكامل أسباب الاضطراب التي تشكل بؤرة «المرض» الذي يتطلب العلاج الفوري بالعقاقير والمهدئات والجلسات الإرشادية وسط غياب «التوعية» في هذا الجانب الذي تشكل «صمام» أمان لتوفير أسس من الوقاية تعتمد على «منهجيات» متعددة وسلوكيات عديدة يجب أن تكون في مجال «الوعي» وأن تطبق على أرض الواقع..


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد