: آخر تحديث

نظرية الطير

2
2
2

سهوب بغدادي

فيما تتجدد وتتنوع وتتبدل «الترندات» بين فترة وأخرى، خاصةً تلك المعنية بكشف الغطاء عن الأحاسيس والمشاعر العميقة والحقة التي يمتلكها شخص اتجاه الآخر في مختلف العلاقات الإنسانية، حيث ظهرت نظرية البرتقالة، التي تتلخص في الطلب من شخص ما أن يحضر لك برتقالة لتأكلها، فإذا قام بتقشيرها فهو يحبك ومستعد أن يبذل مجهود غير محبب لكي يرضيك، في ذات الصدد، ظهرت مؤخرًا نظرية الطير، بأن يخبر الإنسان الشخص المراد بأنه رأي طيرًا اليوم، ثم يصمت وينتظر الرد من الشخص الآخر، فإن أظهر اهتمامًا وتفاعلًا مع المسألة التي تعتبر غير مهمة فإنه مهتم بك، غالبًا ما ينفذ هذا «الترند» بين الأزواج إلا أنني ارتأيت أنه ناجع بشكل كبير في أحوال أخرى في العلاقات، كالأهل والأصدقاء والأبناء، فمن البر أن ينصت الأبناء لأحاديث آبائهم وأجدادهم التي قد تكون مكررة، وقد يستمع الصديق لشكواك المملة مرارًا وتكرارًا فقط لعمق العلاقة بينكما، وقد يجاري الوالد طفله في الأحاديث لكي يوليه الاهتمام الذي يلزمه، في هذا العصر المتسارع، الذي تلازمنا فيه الشاشات بشكل وثيق، قد نغفل أو نسهو عن المعنى الحقيقي الذي أوجدت تلك التقنيات لأجلها «التواصل» فكم من أحاديث وعبارات وملاحظات مرت مرور الكرام من أحبائنا دون التفاتنا لها، والتي قد تكون بدورها أكبر وأجمل ذكرى تخلد في عبق ذكرياتنا والمشتركة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد