: آخر تحديث

المُتنبّي ولامين يامال!

1
1
1

لامين يامال أو أمين جمال، كما يقولون إنَّ هذا أصلُ اسمِه، لاعبٌ إسباني من أصلٍ مغربي، من أمهرِ لاعبي كرةِ القدم اليوم في العالم.

هذه معلومةٌ بدهيةٌ لكل متابع، مثل بداهةِ أنّه نجمُ فريقِ برشلونة الألمع، كمَا المنتخب الإسباني، وهو فتى بالكادِ بلغ الـ18 من عمره.

قبل أيامٍ لُعبتِ المباراةُ الأشهرُ في العالم، أو «كلاسيكو» العالم، كما تُوصف، بين الفريق الكاتالوني وخصمه الكبير فريق ريال مدريد، وفازَ الأخير في هذا النزال الأعظم.

إلى هنا والخبر مُجرّد خبرٍ رياضي يتصدّر نشرات الأخبار الرياضية، ومنصّات «السوشيال ميديا»، لكن ما بدر من الفتى الموهوب يامال قبل المباراة، وخلال ختام المباراة، هو الخبر الحقيقي، وهو مناسبة حديثنا عنه هنا في هذه المساحة غير الكروية!

ظهر الفتى الإسباني المغربي في مقابلة قبل النزال الكبير، وكان أن استهزأ بفريق ريال مدريد، قائلاً: «إنهم يسرقون ويحتجّون».

هذا التصريح أثار غضب المدريديين، فريقاً وإدارة وجماهير، وبعد انطلاق صافرة الحكم بنهاية المباراة وفوز الريال، انطلق قائد فريق العاصمة الأبيض نحو فتى برشلونة، مُوبّخاً إيّاه طالباً منه عدم الثرثرة بلا طائل. احتدّ الأمر وتشابك الشباب من الفريقين، وتدخّلت الشرطة، وبينما حاول البعض إبعاد يامال، انضم العديد من لاعبي ريال مدريد إلى المشاجرة، إذ انضم البرازيلي فينيسيوس إلى «حفلة التوبيخ»، بحسب «ماركا» الإسبانية. ثار غضب الفتى اليافع وتحدّى البرازيلي لمواجهته خارج الملعب، وهي دعوة قبلها البرازيلي فوراً، فثار غضبه وحاول التوجه نحوه.

الأمر لم يكن مُجرّد «خناقة» صِبية مُعتادة بأجواء كرة القدم، إذ خشي بعض المعلّقين الإسبان من تأثير هذا التوتّر على الوئام داخل صفوف المنتخب الإسباني، لأن يامال يلعب بالمنتخب، مع «الكابتن» كارفخال، وغيرهما من البرشلونيين والمدريديين.

أخلصُ من هذه التفاصيل إلى المُراد من سوق هذه الحكاية المُثيرة، هو أن قيمة الفتى يامال في قدميه وتفكيره الكروي، وليس في لسانه وكلماته وتصرّفاته الطائشة خارج الملعب.

أحياناً يكون الموهوب ضحيّة نفسه، وصريعَ لسانه، ما يُودي بموهبته أو ربَّما يودي به هو شخصياً إلى مصيرٍ أسود.

يحضرني في هذا المقام، بعيداً عن كرة القدم والرياضة، حكاية الشاعر العربي الأشهر في التاريخ، أعني فتى الكوفة، أحمد بن الحسين الشهير بلقب «المُتنبّي» الذي افترع المعاني والصور الجديدة، وغاص في أغوار الأغوار من مشاعر الإنسان.

هذا العلَم الشامخ في البيان والمعاني، كان صريع «أتفه» كلام قاله في حياته، حين شتم شخصاً نكرة يُدعى «ضبّة» في القصيدة القبيحة التي مطلعها:

ما أَنصَفَ القَومُ ضَبَّه/ وأُمَّهُ الطُرطُبَّهْ!

بعض مُريدي المُتنبّي نَفَوْا عن الشاعر هذه الأبيات، واتَّهموا خصومَه بوضع هذه الأبياتِ الوضيعةِ على لسانه. وأمَّا حكاية قتلِ المتنبّي على يدِ قريبِ «ضبّة» وهو فاتك الأسدي، ففيها كلامٌ كثير، استوفاه الباحثُ السعوديُّ الأديبُ، الخبيرُ في أمر المُتنبّي، الدكتور إبراهيم البطشان.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد