سهوب بغدادي
إنّ التدريب استثمار عال العوائد على الأفراد والمؤسسات، إذ يعمل على تطوير وتنمية رأس المال البشري ويعد من أهم الإدارات الجوهرية التي تقوم عليها أي مؤسسة، مما يؤدي إلى نجاح باهر وتطور متواتر، فتختلف أنواع التدريب المتوافقة مع الاحتياجات الفردية والمؤسسية باختلاف نقاط الضعف والقوة والخلفية الأكاديمية والمهنية للمعنيين، بغية تحقيق أقصى نتيجة واستفادة التي تتعدد بدايةً من رفع مستوى الأفراد والمؤسسات على حد سواء، وتقليل التكاليف المنوطة بالتشغيل، وتحسين فرص التقدم المهني وزيادة ولاء الموظفين تباعًا، وغيرها وهناك أُطر ومجالات متنوعة للتدريب كالتدريب على المهارات التقنية التي تشكِّل جزءًا لا يتجزأ من نهج حياتيا المعاصرة، والتدريب على المهارات الناعمة، وتدريب إدارة التغيير، كما تتم بأساليب متنوعة كالتدريب الحضوري في مكان وزمان انعقاد التدريب، أو عن بعد بشكل إلكتروني افتراضي في ذات زمن انعقاد التدريب أو التدريب الافتراضي دون الالتزام بزمن محدد كالمحتويات المتاحة للمتدرب على الإنترنت، في سياق آخر، منذ الصغر نعي جيدًا جزئية التدريب والاستذكار من خلال محاكاة الاختبار استعدادًا له، كذلك يتدرب الرياضي طوال الموسم بهدف تحقيق البطولة، أيضًا، يتدرب الفنان على العمل الفني باختلاف ماهيته لإخراجه بأفضل حلّه، إنّ مفهوم التدريب فلسفيًا يتعدى مرحلة الإعداد المهني والأكاديمي والفني والرياضي، بل ينبثق من المعنى المعتاد ليشمل معاني أكثر في الحياة اليومية، فتكرار آيات القرآن تدريب على حفظها، وكذا تكرار الدعاء والصلاة والهدف مرضاة الخالق عزَّ وجلَّ، كما يتدرب البعض على مخارج الحروف كأسلوب علاجي للتخلّص من التأتأة والتلعثم والرهاب والخوف من مقابلة الجمهور، وهناك فئة معاصرة الآن تحث الأشخاص على تكرار الجمل التحفيزية «أنا أستطيع» و«أنا أحفز نفسي بنفسي» بهدف تعويد العقل، ومن تلك الأساليب المنتهجة لوحة التصور أو الرؤية وتتم من خلال وضع عدد من الصور التي تعبر عن أهدافك المرجوة لتراها كل يوم مما يستقطب تلك الأمور إلى حياتك!
قد تكون الفكرة خيالية إلا أنها تندرج ضمن تدريب العقل على اقتناص الفرص الملائمة لنيل المطلب، وقس على ذلك من الأمور، فيما يوظف ذات المبدأ بشكل سلبي في حال الحديث الهدام مع الذات أو مع الغير كالأطفال عند التربية، والناس لذا ينفر البعض من شخص ما، نظرًا لتكراره الأقوال والأفعال المنفرة والسلبية، وبالتأكيد لن ينجو الشخص ذاته من الأذى المحقق لنفسه في مواطن عديدة في الحياة المهنية والاجتماعية وما إلى ذلك.
ختامًا، لقد حفظناها منذ الصغر «التكرار يعلِّم الشُّطار»