: آخر تحديث

عودة كوابيس غزة إلى الإرهابي نتنياهو

6
4
5

سلطان ابراهيم الخلف

يراود الإرهابي نتنياهو شعور بالإحباط بعد توقّف المواجهة العسكرية بين كيانه وإيران التي استمرّت 12 يوماً. كان يريدها حرباً بلا توقف، مع جرّ الولايات المتحدة إليها، وتوريطها في المواجهة، حتى تتسع، وتصيب المنطقة بأكملها، خاصة الخليجية منها، وتحدث فيها فوضى، لا يمكن التنبؤ بتداعياتها، ليتحوّل إلى متفرّج، وبذلك يكون قد تجاوز أزمته السياسية التي تواجهه في الداخل، من تظاهرات يومية تطالبه بوقف الحرب وإطلاق سراح أسراهم، وتأخير محاكمته بعد إدانته بالفساد، والتي قد تؤدي به إلى السجن.

لم يكن الرئيس الأميركي ترامب مستعداً للمشاركة في مغامرات الإرهابي نتنياهو، واكتفى بقصف المنشآت النووية الإيرانية الثلاث، للتحلّل من التزاماته تجاه الكيان الصهيوني، ثم أمر بوقف الحرب فوراً، وقد التزم الإرهابي نتنياهو بقرار الوقف، دون مماطلة.

الرئيس الأميركي، لم يكن مستعداً لشن حرب على إيران من أجل الإرهابي نتنياهو، كان مشغولاً بحروبه الاقتصادية التي شنها على دول العالم، وبتأزم علاقته تجاه حلف شمال الأطلسي، ومطالبة شركائه الأوروبيين بزيادة مخصصات الصرف على ميزانية الدفاع، وبمشاكله الداخلية المتعلقة بشؤون الهجرة وترحيل المهاجرين، وبتحدّي الجامعات لقراراته التعسفية ضد حرية التعبير، المطالبة بوقف جرائم الحرب الصهيونية في غزة.

الحرب التي لا يريد ترامب إيقافها هي العدوان الصهيوني على غزة. وهي الحرب الحقيقية التي لم يستطع الإرهابي نتنياهو تحقيق أهدافه فيها حيث لاتزال «حماس» في الميدان، تقتل الجنود الصهاينة، ولم يستطع بعد شهور طويلة من عدوانه على غزة القضاء عليها، وتحرير الأسرى، وهما السببان اللذان يجعلان ترامب يقف إلى جانب الإرهابي نتنياهو، يؤازره في حربه الإباديّة، بل ويرفض مذكرة اعتقاله كمجرم حرب الصادرة من محكمة جرائم الحرب الدولية، وتعدى ذلك إلى رفض استدعائه للمحاكمة داخل كيانه بتهم الفساد واستغلال السلطة، بل واعتبره بطلاً، ربما لأنه يرى فيه جانباً من شخصيته النرجسية المريضة! كل ذلك من أجل إنقاذه من أزمته السياسية الداخلية، التي تهدد بتفكك حكومته، وانهيارها، ثم استدعائه للمحاكمة. هكذا تبدو الولايات المتحدة كراعية سلام في منطقتنا العربية تحت رعاية الإرهابي نتنياهو المطلوب القبض عليه كمجرم حرب!

من تجليّات أزمة الإرهابي نتنياهو الداخلية، التي لا تشير إليها وسائل إعلام أميركا والغرب، التشهير به عبر وسائل إعلام كيانه بطريقة فكاهية، فقد لوّح أحد الإعلاميين بنعليّن في يديه، ادعى أن قيمتهما لا تتجاوز 50 شيكلاً، وهو يخاطب نتنياهو بالعبريّة ويطلب منه إجابة عن سبب فشله في القضاء على المقاومين الفلسطينيين الذين يقاتلونه وهم ينتعلون نعلاً، وبأسلحة كلاشينكوف، وقد وعدهم بالنصر المطلق، وإعادة الأسرى، ثم حمّله مسؤولية الفشل كاملة وهو يلوّح له بالنعلين. هذه هي حقيقة أزمة الإرهابي نتنياهو التي يعبّر عنها الصهاينة بشكل صريح، وعلى عكس ما تتناوله الصحافة الغربية من تزوير الحقائق، وتلميع انتصاراته الزائفة، التي فضحت سخافتها الحرب الحقيقية في غزة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد