: آخر تحديث

شارع لولوة القطامي

6
6
6

صفق لهن التاريخ قبل أن يصفق الناس، وفاق أثرهن صورهن، دفعن أبواب الحياة بقوتهن وإصرارهن وعزمهن نيابة عن نساء أخريات.

نساء الخليج، ولخصوصية المجتمعات التي يعشن فيها في أزمان ماضية، يشبهن الأم تريزا وأوبرا وغيرهما، نساء الغرب اللاتي تركن أثراًَ في عالم لم يكن سهلاً ولا مساعداً.

في زمن كثرت فيه الصور وقلّ فيه الأثر، هناك نساء لم ينتظرن تصفيق الجمهور، بل صفّق لهن التاريخ بصمت.

كثير من نساء الكويت يعتبرن من الركائز التي مهدت الطريق أمام المرأة الكويتية.

عندما يتم تكريم امرأة كويتية لتاريخها وبصمتها وما قدمته في حياتها، لهو تكريم للمرأة بذاتها.

والسيدة لولوة القطامي ليست مجرد رمز نسائي، بل من الركائز التي مهدت الطريق لكل امرأة كويتية خافت يوماً ان تعيش حقها، او تطالب به من رجل ظلمها او مجتمع قصر في تقديمه لها يوماً.

القطامي نسخة خليجية ذات أصالة محلية وروح عربية عالمية، قدّمت العمل على الظهور.

الرقص الإعلامي اليوم، وللاسف، وفي كثير من الأحيان، تتقنه نساء أبعد ما يكنّ عن التحدي والإنجاز والأثر الإيجابي.

في الكويت نساء تحدثن بإنجازاتهن وأدوارهن، فسمعت الأمهات والحفيدات عن تاريخ المرأة في الكويت، لا ما يقوله الآخرون عنها.

السيدة لولوة القطامي ونساء قامات آخريات سبقن زمنهن بعقولهن وتفكيرهن ورؤيتهن، حين انتزعن بعض الحقوق والفرص في مجتمع محافظ.

وهنا، تبرز لولوة القطامي ونساء آخريات، اختفى بعضهن عن الساحة لظروف لا نعلمها، ولكن ذلك لا يبخس حقهن في تاريخ المرأة الكويتية.

لم تكتف هؤلاء النساء بوضع شهاداتهن في إطار، بل تحدين بها القرار وأصررن عليه.

أثبتت هؤلاء النساء أن المرأة لا تحتاج إذناً لتطالب بحقّها.

نساء كويتيات عملن، وغيّرن، ومضين بصمت، قبل ان تسلط الأضواء عليهن.

اليوم، وللأسف (أقولها وبحسرة)، تُكرّم من «تحسن الظهور شكلياً»، فيما تُنسى من تصنع الجوهر والمضمون.

ألا تعتقدون أنه حان الوقت لإعادة الاعتبار للرموز الصامتة، وتسليط الضوء على نساء توجهن نحو الوعي لأنه المهم والأهم، عوضاً عن التوجه للإعلام بتفاهة الكلمة وسطحية التفكير وسخافة القول.

أين شارع لولوة القطامي؟ وسط «استسهال التسميات» التي لا نعرف لها تاريخاً أو أثراً أو بصمة؟

حان الوقت لأن تتاح الفرصة لنساء الكويت الفاضلات الفاعلات أن يزاحمن الرجال في تسمية الشوارع والطرق، وحتى المناطق، فما أنجزته لولوة القطامي في تاريخها كله منذ العشرينات، مع غيرها من نساء هذا البلد، يضاهي، بنظري وقناعتي أنا الشخصية، إنجازات بعض الاسماء التي نستخدمها في عناوين بيوتنا.

لولوة القطامي ليست اسم امرأة فحسب، بل هي رمز للمرأة الكويتية، التي سمع عنها الداخل والخارج، في زمن الطيبين.


إقبال الأحمد


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد