ضياء رشوان
تتابعت على منطقتنا العربية وإقليمنا الشرق أوسطي خلال العقد الأخير، وخصوصاً في الأعوام الثلاثة الأخيرة، مجموعة كبيرة من الصراعات والأزمات غير المسبوقة في عدد من دولها.
وقبل بدء هذا العقد المتخم بالتطورات الكبرى الخطيرة في منطقتنا، وبالتحديد قبل اثني عشر عاماً اكتملت تماماً يوم 30 يونيو الماضي، شهدت أرض الكنانة حدثاً تاريخياً غير مسبوق في عصرها الحديث كله، بخروج الغالبية الساحقة من الشعب المصري في ثورة شعبية هي الأكبر طوال هذا العصر.
ويبدو واضحاً هنا أن العلاقة بين الإطاحة بحكم «الإخوان» في مصر وبين ما شهدته منطقتنا وإقليمنا من تطورات خطيرة خلال السنوات التي تلته، لها دلالتان مهمتان، ستسعى السطور الحالية للتفصيل فيهما.
والدلالة الأولى المهمة هي أنه قبل الإطاحة بنظام «الإخوان» في مصر بثورة 30 يونيو، كانت الجماعة، حتى قبل استيلائها على الحكم في مصر وفي تونس عقب الربيع العربي، تحاول التأثير على الغالبية الساحقة من التطورات الرئيسة التي كان عالمنا العربي ومنطقة الشرق الأوسط يشهدانها لسنوات طويلة.
وأما الدلالة الثانية ذات الصلة المباشرة بالأولى، فهي أن الهجوم الإسرائيلي على غزة، قد أنهى دعاية الإخوان التي استمرت منذ حرب عام 1948 وحتى سقوط حكمهم في مصر، بأن القضية الفلسطينية هي الأهم بالنسبة لهم، وأنهم قد سعوا طوال الوقت لمساندتها بكل السبل.
ولكي نتأكد من مدى صحة الدلالتين السابقتين، علينا فقط أن نتخيل حدوث التطورات الكبرى المشار إليها قبل الإطاحة بحكم «الإخوان» في مصر، أو لو أنهم – لا قدر الله – استمروا في الاستيلاء على حكمها، فماذا كان سيصبح عليه حال عالمنا العربي ومنطقتنا الشرق أوسطية، وإلى أي مسارات كان يمكن أن ننزلق.