عبدالعزيز الفضلي
يتساءل كثير من المسلمين عن سبب حالة الضعف والهوان التي وصلت لها الأمة الإسلامية، والتي مِن شواهدها عدم القدرة على إيقاف المجازر والإبادة الجماعية التي يتعرض لها إخواننا في غزة والتي أدت إلى استشهاد وإصابة أكثر من 150 ألفاً، ثلثاهم من النساء والأطفال.
وكذلك العجز عن فك الحصار الذي فرضه الكيان الصهيوني على قطاع غزة، والذي أدى إلى موت المئات جوعاً!
وجواب السؤال نجده عند نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، والذي أخبرنا قبل أكثر من 1400 سنة، بأن أعداء الأمة سيتكالبون عليها كما تتكالب الأكلة على قصعة الطعام، وأن السبب ليس من قلة عدد المسلمين فهم يومئذ كثير كغثاء السيل، ولكن السبب الرئيسي هو إصابتهم بداء (الوهن) وهو حب الدنيا وكراهية الموت!
إن بلاء الأمة أنها انغمست في ملذات الدنيا وجمع الأموال والحرص عليها وعدم الرغبة في التضحية فيها من أجل العزة والكرامة!
وأصبحت تكره التضحية بالنفس في سبيل الدفاع عن الدين والأرض والعرض والمقدسات!
لقد شخّص الرسول صلى الله عليه وسلم، أسباب المشكلة وعلاجها بقوله: (إذا تبايعتم بالعِينةِ وأخذتم أذنابَ البقرِ ورضيتم بالزرعِ وتركتم الجهادَ، سلّط اللهُ عليكم ذُلّاً لا ينزعُه حتى ترجعوا إلى دينِكم)، والعينة: إحدى صور الربا.
قرأت كلاماً كتبه الشيخ محمد الغزالي، رحمه الله في كتابه (الحقّ المُر) يشير فيه إلى الأسباب نفسها المؤدية إلى الحالة التي تعيشها الأمة حيث يقول باختصار (إن الشجاعة قد تكلّف صاحبها فقدان حياته، فهل الجُبن يقي صاحبه شر المهالك؟
كلا، فالذين يموتون في ميادين الحياة وهم يولّون الأدبار أضعاف الذين يموتون وهم يقتحمون الأخطار، للمجد ثمنه الغالي الذي يتطوع الإنسان بدفعه، ولكن الهوان لا يُعفي صاحبه من ضريبة يدفعها وهو كاره حقير، ومِن ثَمّ فالأمة التي تضنّ ببنيها في ساحة الجهاد تفقدهم أيام السلم، والتي لا تقدم للحرية أبطالاً يُقتلون وهم سادة كرام، تقدّم للعبودية رجالاً يُشنقون وهم سفلة لئام) انتهى.
رضي الله عن الخليفة الراشد أبي بكر الصديق القائل: (احرصوا على الموت توهب لكم الحياة).
X : @abdulaziz2002