: آخر تحديث

كرة القدم والعروبة؟

13
9
10

عماد الدين أديب

سهر العالم العربي، فجر أمس، ليتابع بشغف واهتمام، وبأعصاب مشدودة مباراة فريق الهلال السعودي مع فريق مانشستر سيتي الشهير.

كانت المباراة ضمن جولة أبطال دوري دول العالم لكرة القدم في نسختها المعدلة، التي تسمح لـ 32 فريقاً للتنافس – لأول مرة – على لقب بطولة العالم، والتي أقيمت في الولايات المتحدة الأمريكية.

كانت احتمالات الفوز كلها تؤشر وتتوقع فوز فريق مانشستر سيتي، لما له من تاريخ مشرف، ولأنه حصد في السنوات الأخيرة عدة بطولات محلية في بريطانيا وأوروبا، وهو يضم أهم وأغلى لاعبي العالم وأخيراً وليس آخراً، لأنه يضم إدارة عظيمة، وتمويلاً قوياً، ومدرباً بارعاً واستثنائياً هو «بيب جوارديولا».

رغم ذلك كله فاز الفريق العربي الشهير سعودياً وآسيوياً على أحد أهم فرق العالم لكرة القدم بأربعة أهداف مقابل ثلاثة أهداف هناك شك كبير في أحدها.

حبس الجميع أنفاسه طوال مسار المباراة، ولم يصدق جمهور فريق السيتي ولاعبوه ومدربه نوعية الأداء المميز، الذي قام به الفريق العربي.

نادي «الهلال» هو أول فريق عربي – في هذه البطولة – الذي يصعد إلى دور الـ 16 ممثلاً للعرب ولآسيا، وأول فريق يتأهل لدور الثمانية.

الذي استوقفني في هذه المباراة هو ذلك الحماس الجارف، والمشاعر الدافئة، التي حصل عليها الفريق العربي، ليس لأسباب محلية أو كروية، ولكن لأنه مثلنا نحن العرب.

نفس المشاعر كانت خلف نادي العين الإماراتي، والترجي التونسي، والوداد المغربي، والأهلي المصري.

نفس المشاعر كانت في الماضي تحتشد خلف «أنس جابر» التونسية في تنس الطاولة، وأبطال وبطلات مصر في الأسكواش، وفريق المغرب في كأس العالم بالدوحة، وفريق مصر في بطولة أفريقيا.

نحن العرب مهما كانت علاقتنا؛ حب وعشق المنطقة التي ولدنا فيها، وسيطرة مشاعر العروبة، التي تسري في دمائنا هي شيء مشروع مزروع زرعاً في نفوسنا، ويجري بشكل فعال في دورتنا الدموية.

رغم كل اختلافاتنا السياسية فنحن - العرب - عاشقون لعروبتنا.

ليت هذا العشق الذي يظهر بقوة في لعبة كرة القدم يظهر بنفس القوة في لعبة السياسة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد