: آخر تحديث
قيادته تتلقى أعنف تحدٍ عسكري منذ سنوات

خامنئي يواجه أخطر تحدٍ منذ الثورة: تفكك في الداخل وتراجع في الخارج

6
5
5

إيلاف من لندن: في مشهد نادر في تاريخ الجمهورية الإسلامية، يواجه المرشد الأعلى علي خامنئي تحديات داخلية وخارجية متصاعدة، وسط تصاعد التوترات في إيران وتحولها في الأسابيع الأخيرة إلى محور أزمات ذات أبعاد إقليمية ودولية.

فخامنئي، الذي لطالما صُوِّر في الإعلام الرسمي كقائد يتمتع بمكانة دينية وسياسية رفيعة، بات محط انتقادات متزايدة من داخل النخبة الحاكمة، في ظل تراجع مؤشرات الثقة بين إيران وبعض حلفائها الإقليميين.

الضربات الإسرائيلية: نقطة تحوّل حاسمة
في 13 حزيران (يونيو) 2025، نفّذت إسرائيل سلسلة ضربات جوية استهدفت مواقع عسكرية ونووية داخل الأراضي الإيرانية، في عملية وُصفت من قبل مصادر غربية بأنها من الأعنف خلال السنوات الأخيرة. وتركّزت الضربات على منشآت استراتيجية، بينها مواقع لتخصيب اليورانيوم ومخازن أسلحة، وأسفرت عن سقوط عدد من كبار ضباط الحرس الثوري بين قتيل وجريح.

وذكرت مصادر استخباراتية أن إيران كانت قد تسلّمت مؤخرًا صواريخ من كوريا الشمالية يُشتبه في قدرتها على حمل رؤوس نووية، في صفقة سرّية أثارت قلقاً واسعاً من تصعيد سباق التسلّح في المنطقة.

البرنامج النووي الإيراني: تصعيد في المواجهة
عقب الضربات، تبنى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قرارًا يتّهم إيران بعدم الالتزام بتعهداتها، بعد رصد تخصيب اليورانيوم في ثلاثة مواقع غير مصرّح بها، ووصول الكمية المخصبة إلى أكثر من 400 كغم بنسبة 60%، وهي كمية يمكن استخدامها نظرياً لإنتاج قنابل نووية.

إلا أن تقارير استخباراتية أميركية، أوردتها صحيفة "واشنطن بوست"، أشارت إلى وجود اتصالات داخلية في إيران تحاول التقليل من حجم الأضرار، وسط شكوك بشأن دقة هذه التصريحات، إذ يرى محللون أن النظام الإيراني يسعى لإظهار تماسكه رغم تعطّل البرنامج النووي لأشهر على الأقل.

تراجع التنسيق الإقليمي وانقسامات داخلية
في ظل تصاعد الضغوط، ظهرت أصوات من داخل النظام والحرس الثوري تعبّر عن تحفظها على بعض قرارات القيادة، خاصة بعد تعثّر فاعلية الحلفاء الإقليميين في لبنان، سوريا، العراق واليمن، ما انعكس في تراجع مستوى التنسيق الإقليمي الذي كان يشكّل ركيزة من ركائز السياسة الخارجية الإيرانية.

ويشير مراقبون إلى أن خامنئي يواجه اليوم واقعًا مختلفًا، حيث تقلّصت دائرة التأثير الإقليمي لطهران، وتنامت مؤشرات الفجوة بين القيادة والكوادر الوسطى داخل المنظومة الأمنية والعسكرية.

ضغوط اقتصادية متصاعدة وغضب شعبي
الأزمة الاقتصادية المتفاقمة بلغت مستوى حرجًا، في ظل العقوبات الغربية المستمرة والانخفاض الحاد في قيمة العملة الإيرانية. وتشير تقارير اقتصادية إلى أن البلاد فقدت أكثر من نصف احتياطاتها من النقد الأجنبي خلال عام، ما فاقم من معدلات البطالة والفقر.

في المقابل، يزداد الغضب الشعبي مع غياب حلول سياسية واضحة، وسط انشغال القيادة بمسائل الأمن القومي وإدارة التهديدات الخارجية، ما دفع مراقبين إلى التحذير من أن مؤشرات الاحتقان الاجتماعي آخذة في التصاعد.

مكانة المرشد في اختبار جديد
لم يعد خامنئي يحظى بالهالة ذاتها التي كانت تميّز موقعه سابقًا، بل تشير تقديرات إلى تراجع تأثيره الرمزي في الخطاب العام، مع استمرار غيابه العلني في لحظات حرجة تمر بها البلاد.
وأكّد تقرير بثته رويترز الشهر الماضي أن ضربات إسرائيل استهدفت مستشارين عسكريين وأمنيين بارزين في محيط خامنئي، ما أدى إلى "تفكّك دائرة مقربة منه وزيادة المخاطر الاستراتيجية". وفي ظهوره الأول بعد وقف إطلاق النار، بدا خامنئي أكثر تحفّظاً، وهو ما ينعكس في خطاب مقتضب، حذر، حسب مراقبين إعلاميين.

وتؤكد مصادر مطّلعة أن المرشد محاط بدائرة محدودة من كبار المسؤولين، ويُبدي حذرًا واضحًا في التعاطي مع التطورات، بينما تواصل طهران التعامل مع تداعيات الضربات والتوترات بنهج دفاعي حذر.

وبحسب أسوشيتد برس (اليوم)، بدأت السلطات الإيرانية في تقييم الأضرار، ونشرت بيانات رسمية تعكس استعداداً للدخول في مفاوضات دبلوماسية مع الولايات المتحدة لتفادي آثار اقتصادية إضافية. وكانت رويترز قد أوردت أن النظام شُنّ حملة أمنية داخلية شملت اعتقالات طالت أكثر من 700 شخص في مناطق كردية، بهدف منع أي موجة احتجاجات، ما يعكس توجّهاً دفاعياً داخلياً واضحاً.

تواجه إيران اليوم لحظة مفصلية في تاريخها الحديث، وسط قيادة تتعامل مع سلسلة من التحديات الأمنية والاقتصادية والدبلوماسية، فيما يرى خبراء في الشأن الإيراني أن تطورات حزيران (يونيو) 2025 قد تكون نقطة تحول حاسمة في مسار الجمهورية الإسلامية.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار