: آخر تحديث

الأمن السيبراني العائلي

9
9
10

الجهات المختصة في الدولة لم تدخر جهداً في سبيل تنظيم استقدام وتشغيل العمالة المساعدة بمختلف أنواعها، وأولت اهتماماً لا مثيل له في الحفاظ على حقوقها، وهذه العمالة المساعدة المنتشرة والمتغلغلة في المجتمع الإماراتي جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية في الإمارات، إلا أن إدارتها تتطلب تعاوناً من جميع أفراد المجتمع وبالذات الأسر لخلق التوازن بين الاستفادة من خدمات هذه الفئة من العمالة وبين المحافظة على خصوصية وثقافة الأسرة، لضمان السلامة للجميع. عدد كبير من الأسر في الإمارات تعتمد في تفاصيل حياتها اليومية على العمالة المساعدة من السائقين والمربيات والطهاة والخدم، وهذه الفئات التي تتحرك بأريحية في المنازل التي تعمل فيها وعلى الرغم من فوائدها العديدة تشكل خطورة في لحظة من اللحظات، وعلى سبيل المثال لا الحصر الهواتف النقالة والأجهزة الذكية التي تمتلكها هذه الفئة من العمالة تشكل تهديداً للأمن السيبراني العائلي، وذلك من خلال كشف أسرار البيوت بتصوير وبث ما يدور في هذه البيوت وما تحتوي عليه من مقتنيات ثمينة، وبالتالي على الأسر مراقبة هذه العمالة ومنعها من ممارسة هذه التصرفات حتى لا يتم استغلالها من قبل الآخرين. مخاطر العمالة المساعدة في المنازل لا حصر لها، فهناك العديد من الأسر التي لديها أطفال تعتمد بشكل كبير على الخدم في رعاية الأطفال والاهتمام بهم وتربيتهم، الأمر الذي يؤثر سلباً في الترابط الأسري، إلى جانب تأثر لغة الطفل وتأثره بالمربية، وهنا يأتي دور الأم في ضرورة عدم الاعتماد على الخدم في تربية الأطفال وقضاء الطفل وقتاً طويلاً مع المربية، في الوقت ذاته يجب عدم السماح للخدم بتصوير الأطفال على هواتفهم خلال رعايتهم والاهتمام بهم وإرسال هذه الصور بحسن نية إلى معارفهم وأصدقائهم، لأن مثل هذه الصور قد تدفع ضعاف النفوس إلى السرقة التي يكون الخدم عنصراً رئيسياً فيها. الأم هي المسؤول الأول عن المربيات في المنازل، ويجب مراقبتها جيداً للحفاظ على عادات وتقاليد الأسرة وغرسها بشكل صحيح في الأطفال دون التأثر بعادات وتقاليد الخدم وسلوكياتهم غير المرغوبة والتي تشكل تهديداً لهوية وشخصية الطفل في ظل غياب الرقابة الصارمة من قبل الوالدين، الأمر الذي يتطلب من جهات الاختصاص ذات العلاقة تكثيف حملات التوعية الموجهة لجميع أفراد المجتمع لتجنب المخاطر التي قد تترتب عن السلوكيات الخاطئة من قبل العمالة المساعدة. الدولة وفرت لهذه الفئة جميع حقوقها، في المقابل على العمالة المساعدة تحمل مسؤولياتها بما في ذلك الاستخدام الإيجابي لوسائل التواصل الاجتماعي، وعدم بث الفيديوهات والصور التي يتم التقاطها لمختلف أفراد ألأسرة والمقتنيات الثمينة إلى الأصدقاء والمعارف لخطورة مثل هذه التصرفات التي قد تؤدي إلى عواقب وخيمة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد