: آخر تحديث

لا خيار عن دولة فلسطينية

10
9
7

خالد بن حمد المالك

كادت أحداث السابع من أكتوبر عام 2023 أن تُدمّر خيار الدولتين، وتُميت قيام الدولة الفلسطينية، وفقاً للتطورات والتداعيات التي أعطت العالم ما يُبرّر لإسرائيل حقها في الانتقام وتحرير رهائنها.

* *

فيما كان للمملكة موقف مختلف، ومبادرات كثيرة لمعالجة ما أفرزته أحداث السابع من أكتوبر بشكل مختلف، وجهد ملموس، انتصاراً للشعب الفلسطيني، وحماية لحقوقه، والتأكيد على أن الشعب الفلسطيني ليس هو حركة حماس.

* *

فكان أن عُقد مؤتمر خيار الدولتين الذي تبنته المملكة وشاركت في رئاسته مع فرنسا، وعُقد تحت مظلة الأمم المتحدة وباستضافتها على مدى يومين بحضور كبير، وتحضير جيد، ولجان عمل تمثل عدداً من الدول في كل القارات.

* *

وجاءت الكلمات في جلسة الافتتاح متفقة على رفض الاحتلال، وشجب ما تقوم به إسرائيل في غزة، والتأكيد على قيام الدولة الفلسطينية، ودعوة من لم يعترف بها إلى الانضمام إلى من سبق أن اعترفوا بها، وعددهم يتجاوز الـ145 دولة عضو في الأمم المتحدة من بين عدد أعضائها الـ193 عضواً.

* *

وباعتراف فرنسا، وإعلان بريطانيا بأنها سوف تعترف بالدولة الفلسطينية، وتأكيد وزير خارجية فرنسا بأن ست دول جديدة سوف تقرر الاعتراف بدولة فلسطينية، ومن المتوقع أن يُؤثر زخم المؤتمر إلى اعتراف دول كثيرة، بحيث تكون إسرائيل معزولة بلا داعمين لاحتلالها وجرائمها.

* *

في المؤتمر الدولي حدث اختراق كبير نحو التسوية السلمية، وخيار الدولتين بما تضمنته الوثيقة في ختام اجتماعات المؤتمر من تأكيد الدول على قيام دولة فلسطينية على حدود 1967م، تحقيقاً للعدل والسلام، وتنفيذاً لقرارات الشرعية الدولية، ومنع استمرار الاحتلال، بتسوية سلمية تراعي حقوق الإنسان، مع التأكيد على ضرورة وجود تدابير لحماية الفلسطينيين.

* *

ونصت الوثيقة على الوقف الفوري لمصادرة الأراضي، وتوسيع الاستيطان، وتدمير البيوت، وأعمال العنف، وبين ما تم الاتفاق عليه إعطاء الفلسطينيين حقهم في تقرير مصيرهم، وضرورة اتخاذ خطوات لا رجعة فيها نحو حل الدولتين التي تسمح بقيام دولة فلسطينية على حدود عام 1967م على أن تكون القدس عاصمة مشتركة.

* *

وحددت الوثيقة الموضوعات الرئيسية التي اتفق المجتمعون عليها، وهي الاعتراف بالدولة الفلسطينية، والتكامل الإقليمي، والحوكمة، والاستجابة الإنسانية، وقد تم اعتماد الوثيقة الختامية للمؤتمر متضمنة مقترحات شاملة عبر المحاور السياسية، والأمنية، والإنسانية، والاقتصادية، والقانونية.

* *

أخذت الوثيقة بالسردية الاستراتيجية لتشكل بذلك الإطار المتكامل، القابل للتنفيذ، من أجل تطبيق حل الدولتين، وتحقيق السلم والأمن للجميع، وأن يتم المضي قُدماً تجاه حل الدولتين، عبر آليات واضحة وتوافقية، استناداً إلى المبادرة العربية، والقرارات الأممية ذات الصلة، وهو ما أشار إليه سمو وزير الخارجية.

* *

ستكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح، ولن يكون لحماس أي دور فيها، ولن يؤثر الموقف الأمريكي المُعارض على الزخم الذي أحدثه المؤتمر، ولا على استمرار تزايد المعترفين بدولة فلسطين، ما يجعل إسرائيل غير قادرة على الاحتفاظ بسياستها في رفض قيام الدولة الفلسطينية، وعدم التخلي عن الاحتلال، بذريعة الخوف من وجودها إذا قامت دولة فلسطينية مجاورة، وتحكمت فيها حماس، فيما أن الدولة الفلسطينية ستكون منزوعة السلاح، وسط ضمانات دولية لحماية إسرائيل، بما يبطل حججها.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد