حين دشّن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود رؤية المملكة 2030 التي رسمها وأشرف على تفاصيلها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، قال -أيّده الله-: «هدفي الأول أن تكون بلادنا نموذجاً ناجحاً ورائداً في العالم على كافة الأصعدة، وسأعمل معكم على تحقيق ذلك». كان هذا وعداً ناجزاً ينطلق من إيمان عميق وراسخ بأن وطننا يملك من الحنكة والحكمة والرؤية المتبصّرة والمقدّرات والمزايا ما يجعله خليقاً بتحقيق هذا الوعد والمُنجز.
وقد جاءت ثمرة هذه الرؤية، وبمتابعة من القيادة الفذة مجسّدة لتلك الريادة التي نعيشها الآن، باعتبارها نتاجاً واقعياً ملموساً للعمل الدؤوب، والإرادة والتمكين، مستصحبين معنا رؤية 2030 التي ألقت بظلالها العظيمة على ما نشهده الآن من ريادة وتحولات وإنجازات نوعية في كل مجالات الحياة.
فبالأمس نشرت (واس) تقريراً مهماً أكد أن المملكة تقدّم عامًا بعد عام نموذجًا ملهمًا في تحويل الرؤى إلى واقع، وقد كشف تقرير برنامج جودة الحياة لعام 2024 -أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030- عن إنجازات نوعية في ستة قطاعات محورية أسهمت في تحسين أنماط الحياة، وتعزيز المشهد الحضري، وتوسيع الخيارات الثقافية والترفيهية والرياضية، وتمكين المجتمعات.
وقدّم التقرير السنوي الذي صدر تحت عنوان «حياة رفيعة لكل إنسان»، قراءة تحليلية شاملة لجملة من التحولات الملموسة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وعرض ما تحقق من تطور على صعيد مبادرات البرنامج ومؤشرات أدائه الـ42، لافتاً إلى أنه -بعون الله- قد حققت 7 مؤشرات نسبة إنجاز كاملة (100 %)، وتجاوز 23 مؤشرًا مستهدفاته المخططة، فيما شكّلت المؤشرات المتبقية فرصًا واعدة للتحسين والتطوير المستقبلي.
وأكد الرئيس التنفيذي لبرنامج جودة الحياة، خالد بن عبدالله البكر، أن الإنسان هو محور البرنامج وغايتُه، مشيرًا إلى أن التقرير يترجم التزام البرنامج بتحقيق الأثر الملموس في حياة الناس، من خلال مشروعات ومبادرات تجاوزت مرحلة التأسيس نحو التمكين والاستدامة، كما أكد أن رؤية المملكة 2030 تواصل البناء على ما تحقق بروح تكاملية، وتمضي نحو عام 2030 بثقة، لتصبح مدن المملكة أكثر جاذبية للحياة، وأكثر جاهزية للفرص الاستثمارية، وأكثر احتضانًا للمواهب والهوايات والطموحات.
وقد عكست الأرقام التي شملها التقرير ما يحظى به هذا البرنامج، وأنه يعمل بالشراكة مع الجهات التنفيذية نحو تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، بما في ذلك تطوير المدن، وتحفيز الاستثمارات وتنمية الخيارات الثقافية والترفيهية والرياضية. وقد تضمن التقرير أرقاماً ضخمة لكافة القطاعات؛ سواء قطاع الثقافة، وقطاع السياحة، وقطاع التصميم الحضري، وقطاع الترفيه والقطاع الرياضي، والاقتصادي.
وقد عكس التقرير استعداد البرنامج للمرحلة المقبلة من رؤية المملكة 2030، من خلال التركيز على تحقيق مزيد من التكامل مع الجهات التنفيذية، وتوسيع قاعدة المستفيدين، وتحفيز القطاع الخاص.
كل ما شمله التقرير بأرقامه ونتائجه المبهرة يؤكد أن جودة الحياة تعكس التقدير العميق من القيادة الرشيدة للإنسان، وأنه ضمن أولوياته القصوى، بل محور تنميتها وارتكازها، ولذا لا تني تعمل على رفاهه، وبناء الطمأنينة في حياته، وأن علاقة المواطن بالوطن وقيادته علاقة شراكة ممتدة وراسخة رسوخ هذا الكيان وتجذّره في تربة الاستقرار والولاء والوفاء العميق بعمق الوطن، وأصالة تاريخه.