: آخر تحديث

دعوة قرقاش «ترميم الثقة» (2 - 2)

8
6
6

عماد الدين أديب

كانت رد فعل دعوة معالي الدكتور أنور قرقاش لضرورة قيام إيران بترميم الثقة فعالاً وقوياً خلال الـ24 ساعة الماضية رسمياً وشعبياً في دول المنطقة، لأن كلماته أصابت كبد الحقيقة.

أهم ما كان في هذه الدعوة هو اجتماع الحكومة الإيرانية بحضور الرئيس الإيراني بزكشيان الذي تم التأكيد فيه على أمور عدة أهمها:

1 - اهتمام إيران البالغ بمحيطها وجيرانها العرب وبالذات بدول مجلس التعاون الخليجي.

2 - رغبة إيران – التي أُبديت في مجلس الوزراء – لتدعيم وتقوية العلاقات مع دول مجلس التعاون الخليجي.

3 - تقدير إيران لموقف جيرانها في التضامن معها في حرب الـ12 يوماً الأخيرة.

بالطبع هذه الكلمات من ناحية «اللغة والمعنى والمحتوى» تبدو – للوهلة الأولى – مؤثرة وعاطفية وتضامنية.

لكن الأهم من الكلمات والعبارات والمشاعر هو السلوك والأفعال والمواقف.

وحتى نكون أكثر تحديداً، نسأل كيف يمكن لإيران أن تفتح صفحة جديدة في علاقاتها مع جيرانها وتقوم – فعلاً وليس قولاً – بترميم الثقة مع دول وشعوب المنطقة؟

على حد فهمي المتواضع، أعتقد أنه على إيران أن تبدأ بخطوات عدة أساسية لا بديل عنها:

1 - أن تقر مبدأ احترام سيادة جيرانها ولا تتدخل في شؤون الغير، وهي صيغة اعتمدتها ووقعت عليها في نص اتفاق بكين بينها وبين السعودية بضمانة صينية.

2 - أن تتوقف عن الدعم المالي والتسليحي لأذرعها ووكلائها في اليمن وسوريا ولبنان والعراق وفلسطين، ولا تشجعهم على الخروج عن مشروع الدول الوطنية.

3 - أن يكون تعاملها مع دول المنطقة قاصراً على أنظمة الدول وليس الجماعات الخارجة عنها، ومع جيوشها النظامية وليس ميليشياتها، وأنظمتها المالية الرقابية الرسمية، وليس قنوات التهريب والتسريب المالي.

باختصار، مطلوب من إيران أن تقيم علاقات طبيعية غير عابرة للأنظمة الشرعية، بدون أي شحن أو تسخين طائفي أو أيديولوجي، وبلا تأليب بالرأي أو المال على الدول الشرعية المستقرة.

لو بدأت إيران بذلك، فإنها سوف تجد عقول وقلوب ومصالح جيرانها العرب مفتوحة ومرحبة ودافئة لها.

إنها لحظة اختبار صدق وصداقة نرجو أن تثبت فيها إيران مصداقيتها.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد