سهوب بغدادي
فيما يُعرف التفاوض «بالحوار الذي يهدف إلى فض النزاعات، والتوصل إلى اتفاق على مسارات العمل، للمساومة من أجل ميزة فردية أو جماعية، أو لصياغة النتائج التي ترضي مختلف المصالح، وهذه هي الوسيلة الرئيسية لتسوية المنازعات البديلة».
إن أول ما يتبادر إلى أذهاننا عند سماع كلمة مفاوضات تواجد نزاع قائم أو سوء فهم متواتر، ونتصور هيئة المفاوض على الوجه الآتي: حاد، وشديد، وقوي، ومعتد بآرائه، وقد يكون بارعًا في «قصف الجبهة»، وذلك ما يتصف به البعض، إلا أنّ أفضل المفاوضات تتم بهدوء بحسب «أليسون وود بروكس» أستاذة مشاركة في إدارة الأعمال، وزميلة في هيئة تدريس هيلمان في وحدة التفاوض والمنظمات والأسواق بكلية هارفارد للأعمال، حيث أشارت إلى أن المفاوض يجب أن يتحلى بالمعلومات اللازمة والداعمة لموقفه بالإضافة إلى وضع نفسه في محل الطرف الآخر ومعرفة احتياجاته ومتطلباته، كما إن الوقت الملائم يعد من أهم العناصر الداعمة لنجاح المفاوضات، إذ أكدت أنّ الاجتماعات غير الرسمية واللقاءات السريعة والخاطفة أو العفوية -في الممر- على سبيل المثال لا الحصر ستكون أكثر تأثيرًا من الطرق التقليدية، قد تشغل المفاوضات حيزًا كبيرًا في المجال المهني إلا أنها تتداخل في حياتنا اليومية على حد سواء، فمن منا لا يتفاوض مع شريك الحياة على قضاء العطلة في أي دولة، ومع الأبناء لعمل الواجبات، والأصدقاء والأهل وتتعدد الأطر وتتنوع لتشمل جميع نواحي الحياة، فالتفاوض مهارة تكتسب ومن الممكن تنميتها، خاصةً مع التطور الرقمي الحاصل الذي يجعل من الحصول على المحتويات ذات الصلة سهلًا وممكنًا، حبذا لو أُدخلت هذه المهارة وغيرها من المهارات الحياتية واللازمة لسوق العمل تباعًا في المناهج ودعمها بالتدريب المتوافق مع كل مرحلة دراسية.
«أقوى أسلوب للتأثير الخلق الحسن، وأسرعه البسمة».