بشرى فيصل السباعي
المجتمعات المسلمة بكل مكان منهكة ومدمرة من الحروب والإرهاب باسم الإسلام وبالحقيقة كلها تعارض الشرع، فمثلاً القاعدة التي استجلبت الاحتلال على بلدين مسلمين بعملية 11 سبتمبر انشق مفتيها أبوحفص الموريتاني قبيل العملية لأنه أفتى بحرمتها وحرمة جميع عمليات القاعدة، لكن بن لادن لم يهمه رأي الشرع، وحالياً حماس استجلبت بعملية 7 أكتوبر الدمار والإبادة على أهل غزة، وأيضاً لم تهتم لرأي الشرع بعملياتها، ولا يوجد شخص واحد من مؤسسي وقادة حماس يحمل شهادة بالعلوم الشرعية وليس لحماس مفتٍ، ورأي الشرع بعملياتها يؤخذ من فقهاء غزة كالدكتور سلمان الداية أستاذ الفقه وأصوله وعميد كلية الشريعة والقانون بالجامعة الإسلامية الذي أفتى بحرمة عمليات حماس و7 أكتوبر، وبخاصة فتاويه المعنونة «أيها الساسة والقادة والعلماء.. لسنا قطيعاً من الماشية في أرضكم»، و«أيها الساسة: أوقفوا هذا المد»، و«أيها الساسة والقادة.. لا تنزع الرحمة إلا من شقي»، وفصل المفاسد التي نتجت عن عمليات حماس، ودلل على أنها ليست بجهاد وليس لها نفع وليس على أهل فلسطين جهاد حالياً أسوة بالفترة المكية «يسعنا ما وسع النبي في ترك جهاد عدوه بمكة»، وانتقد إصرار حماس على اتخاذ المدنيين دروعاً بشرية «اتّخاذ أهل القطاع سترةً يتّقون بها ضراب عدوهم، سواء الأنفاق تحت البيوت والأماكن الحيوية، والانغماس بالبيوت المأهولة، وأماكن الإيواء» مما يعرّضها للقصف الإسرائيلي، وقال إنهم ملعونون لضررهم بالشعب، وانتقد المشايخ بالخارج الذين يؤيدون عمليات حماس ويسمونها جهاداً وهي «محرقة لأهل غزة»، وقال إن حماس يعاملونهم كقطيع بهائم يملكونه ويستخفون بدمائهم وأعراضهم ويعاقبون من يخالفهم بإطلاق الرصاص على ركبتيه. وقال إن إسرائيل لا تهاجم غزة إلا كرد على عمليات حماس، ولذا حمّل حماس مسؤولية هجمات إسرائيل، وإن حجة تحرير الأسرى مرفوضة؛ لأنها أدّت لأسر الآلاف وقتل عشرات الآلاف. وذكر من مفاسد 7 أكتوبر أن رجال ونساء غزة يتعرضون للاغتصاب من الإسرائيليين. وقال إن كثيراً من نساء غزة حوامل بفعل الاغتصاب، وانتقد كون دافع عمليات حماس تحقيق بطولات فردية أو الشهادة دون النظر للكوارث التي تنتج عنها على أهل غزة، واستنكر تصريحات حماس بتعمد استجلاب الإبادة والدمار بحق الفلسطينيين بعملياتهم لاعتبارهم تشويه سمعة إسرائيل انتصاراً، وقال إنه بسبب تبرير حماس عملياتها بشعارات إسلامية انتشرت الردة بغزة. وخاطب قادة حماس «لا يجوز اتخاذ أهل القطاع ترساً لمصالح حزبكم»، وطالب بزوال حكم حماس «أنصح بتقديم حكومة تحت إدارة السلطة الفلسطينية، تدعمها قوة عربية»، ودعا القادة العرب للضغط على حماس، وسبق وانتقد مظالم حماس قبل الحرب وتعذيبها المعتقلين حتى الموت، والشيخ «فؤاد أبوسعيد» بغزة رئيس المجلس العلمي بفلسطين أيّد فتاوى الداية واستنكر تعنّت مفاوضي حماس وقال إنهم عون لإسرائيل على شعب غزة وعمليات حماس بلا فوائد. والدكتور عماد حمتو بغزة أُستاذ التفسير وعلوم القرآن وعميد المعاهد الأزهرية أفتى بحرمة عمليات حماس لما تجلبه من مفاسد على الفلسطينيين، وأشار إلى أن الغاية مما يحدث حالياً مطامع حماس بالسلطة والمال؛ «تطوى قصتنا بالغباء السياسي.. قضيتنا لا تحل بفتاوى العلماء الذين يعيشون بالكتب ولا يرون الواقع ولا بالنشطاء المتفيهقين الجهلة ولا بالإعلاميين المأجورين ولا بالمسيرات الحاشدة.. أين قراءة الواقع؟ أين حفظ الضرورات الخمس واستبقاء النفس؟..اليوم نفقد أبناءنا وأعراضنا ووجودنا في هذه الإبادة والمقابل ماذا؟ استبقاء الحكم ودراهم معدودة من الجباية والضريبة وشعارات». حماس تأخذ حالياً من أهل غزة 2000 شيكل/600 دولار ثمن القبر! وأخيراً أطالب بكثافة استضافتهم بالفضائيات لنشر فتاويهم لكي لا تتكرر مأساة غزة؛ فقد صرح الناطق باسم حماس «غازي حمد» بأنهم سيكررون 7 أكتوبر.