: آخر تحديث

أين اختفى التحليل؟

7
7
8

> وردني سؤال مؤخراً عن سبب عدم كتابتي تحليلات للأفلام، ولاحظ المرسل أن تحليل الأفلام أجدى من مجرد نقدها.

> الجواب بسيط جداً، وهو أنه ليست هناك أفلام كثيرة هذه الأيام من الممكن تحليلها على صعيدي الحكاية والمضمون ولا على صعيد الأسلوب الفني وتشكيلاته.

> هذا كان ممكناً في عقود مضت عندما كانت السينما متميّزة بأعمال رائعة وبديعة كتلك التي أثرى بها إنغمَر برغمَن وفديريكو فيلليني وياسوجيرو أوزي وأندريه تاركوڤسكي وعدد كبير من مبدعي الفن السابع، الحياة السينمائية.

> معظم أفلام اليوم، حتى تلك التي تعرضها المهرجانات العالمية، لا تصلح للتحليل القائم على استعراض التفاصيل الفنية، وكيف فعّل المخرج كل ناحية وبأي أسلوب، وماذا تعني كل لقطة وكل مشهد.

> في الأساس، ليس كل فيلم صالحاً للتحليل، وأفلام اليوم في غالبها من العبث تحليلها لأنها لا تتمتع بالرؤى أو بالمقدرة على استخدام مفردات اللغة السينمائية على نحو مبدع.

> هناك من يكتب حكاية الفيلم بالتفصيل ويملأ مقاله بما يدور فيها من أحداث؛ فلان جاء وفلان ذهب، وهذه طلّقت وتلك التقت فارس أحلامها.... هذا ليس تحليلاً بل إسهاب في الشرح.

> ما سبق هو أحد الأسباب التي تجعل من أفلام الماضي ما بين العهد الصامت في العشرينات من القرن الماضي حتى الثمانينات، كنوزاً. ما زال لدينا بعض الموهوبين في هذا الإطار (ترنس مالك، وفرنسيس فورد كوبولا، وروي أندرسن) لكن الغالبية نالها الأجل الذي لا مهرب منه.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد