: آخر تحديث

تعديل السلوك

6
4
5

من أكثر القضايا التربوية التي تطرح للنقاش وتتعدد فيها الآراء قضية التعامل مع الممارسات التي يمارسها الأبناء في سن معينة وترى الأسرة أو المدرسة أنها ممارسات ضارة.

يرى بعض التربويين أن التوجيه غير المباشر أكثر تأثيرا في تعديل السلوك من التوجيه المباشر، استخدم أحد الآباء أحد النماذج المعروفة في المجال التربوي، نموذج يعطي الثقة للإنسان للتقييم الذاتي والرقابة الذاتية.

هذا النموذج يتضمن ثلاث خانات هي: أتوقف، أستمر، أبدأ.. اجتمع الأب مع أبنائه، وزع عليهم النموذج وطلب من كل واحد تحديد السلوك أو العادة التي يرغب في التخلص منها، وما الذي يريد أن يستمر في ممارسته، وأخيرا ما الأمر الجديد الذي يريد أن يبدأ فيه؟.

طلب الأب من الأبناء التوقيع على النموذج والاحتفاظ به ومراجعته للتقييم الذاتي ثم يكافئ الابن نفسه إذا التزم بما كتبه ويحاسب نفسه إذا فعل العكس، قال أحد الأبناء لوالده: ممكن تشاركنا في نموذج خاص بك، هل لديك عادات أو أفكار ترغب في تغييرها؟ قال نعم، إليكم ما كتبت: سأوقف التدخين، سوف أستمر في ممارسة التفكير الإيجابي، سوف أطور أساليبي التربوية.

ماذا عنكم أيها الشباب؟ سأل الأب.. قال أحدهم: أتوقف عن الألعاب الإلكترونية، أستمر في المحافظة على الصلاة، أبدأ في القراءة.. قال الثاني، أتوقف عن العصبية، أستمر في احترام الوالدين، أبدأ في تغيير العادات الغذائية.. قال الثالث أتوقف عن تناول الأطعمة غير الصحية، أستمر في نبذ التعصب، أبدأ في خدمة المجتمع من خلال الأعمال التطوعية.

هل ما سبق مجرد تنظير أو يمكن تحويله إلى واقع؟ الإجابة تكمن في البيئة وفي مبدأ القدوة، الخطب والنصائح المباشرة المصحوبة بالعتاب القاسي أو التوبيخ لن تؤدي إلى نتيجة إيجابية في تعديل السلوك إلا بوجود القدوة والتعزيز الإيجابي والثقة والتوقعات الإيجابية.

ينتاب البعض أحيانا حالة غضب شديد كرد فعل على مواقف لا تستحق ذلك تنتهي بنتائج مؤسفة، يندمون ويتعلمون أهمية السيطرة على ردود الأفعال، لأن الإنسان معرض لمواقف تتطلب ذلك، تعديل السلوك السلبي سواء كان مصدره الصغار أو الكبار يتم التعامل معه بأساليب مختلفة منها العقاب والتعزيز، لكن هذا التعديل يتحقق فعليا حين تتوفر القناعة الذاتية والإرادة والصدق مع النفس ومع الآخرين في تقييم النتائج المستهدفة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد