بكلمات بسيطة، عفوية، شعبية يتحدث المرء عن قيام دولة الإمارات بمدّ جسور الإغاثة اليومية لقطاع غزة جوّاً وبحراً وبرّاً منذ شهور وبلا انقطاع، وفي الوقت نفسه بلا دعاية، ولا منفعة، ولا استعراض إعلامي، ذلك أن دولة الخير والعطاء والغوث تنطلق في استجابتها الإنسانية والأخلاقية هذه من أخلاقيات ومروءات شعب عربي مسلم نبيل في سلوكه وثقافته وتراثه، تصونه وتحميه قيادة كريمة الأصل والفصل أسست دولة إنسانية حاضرة بكل مؤسساتها وإدارتها وكوادرها الوطنية الشابة في العالم ودوله وشعوبه حين يتعرّض أي مكان في هذه المعمورة لأي كارثة.منذ بداية المأساة المرعبة في غزة حضرت الإمارات بكل قوّتها المدنية الإنسانية بين الناس.. الأطفال والنساء والرجال المجروحين في عنفوانهم الصامد، والكهول الصابرين بكرامة على وجعهم الرهيب.بكلمات حرّة، بعيداً من بلاغة الإعلام والصحافة العاطفية، يكتب المرء عن قطاع مذبوح من الوريد إلى الوريد. قطاع غزة الصامد بأهله وتركيبته الشعبية الفطرية بعيداً من دوائر السياسة، والأيديولوجيات، والحسابات المعقّدة، والانقسامات البشعة التي تأخذ شكل العناد المستفز لكل بشري إنساني بسيط.ضمير الإمارات الحيّ في كل مكان وزمان يتكلم بلسان الخير في غزة، غزة التي تجوع ولكنها لا تنكسر بقوة أهلها هنا في دولة ثقافة الحياة. دولة العدل الذي يكبر في قانون الإنسانية قبل أي نصوص موضوعة في مواثيق أو بروتوكول.الإمارات كبيرة في معناها القيادي والسيادي والأخلاقي وهي ترسل طيور الخير إلى أهل الخير. أهل غزة. أهل البحر وخيرات البحر. أهل الشجرة وخيرات الشجر. أهل الماء وخيرات الماء قبل أن يتحول القطاع إلى ثكنة من الدم والرماد.لا يجوع ولن يجوع عربي، أو غزّي، أو آسيوي، أو إفريقي، .. والإمارات في خريطة العالم. لا ييأس ولن ييأس بشري إنساني هذه الأرض والإمارات في الجغرافيا وفي التاريخ، ولا ينكسر ولن ينكسر طفل.. والإمارات في أمومة وفي أبوّة.. الحياة.غزة الشعب قوية بقوة الإمارات وقوّة الدول الأخلاقية التي هي من قماشة ثقافة الإمارات. غزة، طروادة القرن الحادي والعشرين، ينكسر حولها حزام الجوع، بقرار دولة الخير، خير البلاد والعباد في وطن عربي خليجي يحدب على البشر، ويسعف الجريح، ويعالج المريض بضميره الدولي وقبل الدولي الإنساني والأخلاقي.. تلك الجملة الفعلية الإماراتية المكتوبة بالعربي الفصيح في قطاع لا يموت، ولن يموت، والدولة العربية الإماراتية بقوتها الإنسانية الثقافية الأخلاقية أقوى من الحرب وطيور الحرب.
غزّة.. طروادة القرن الحادي والعشرين..
مواضيع ذات صلة