: آخر تحديث

الرياض نَبضٌ يصنع زمنَه

2
2
2

في عواصم العالم الكُبرى تُنسج علائم وملامح المستقبل على مهل، وبتؤدة حذرة، أما الرياض فالأمر مختلف تماماً، ذلك أنّها، ومنذ أن سطّرت ملحمة التوحيد، كأعظم مشروع وحدوي في العصر الحديث، اختارت أن تُقدّم نفسها بطريقة مُغايرة، وبنهج متفرّد، لم تُقدّم نفسها يوماً كنموذج مُحاكى، أو تجربة مُستَنسَخة، بل إنها أعادت تعريف ذاتها وفْق رؤية تتعامل مع المدينة بوصفها كياناً يعيش ويتنفّس ويتطوّر.

لا نحتاج لكثير عناء لنرى كيف تحوّلت الرياض في سنوات قليلة مِنْ عاصمة تؤدي أداورها التقليدية إلى مساحة تتشكّل فيها معادلة جديدة للحياة: عمران مذهل يطغى على الطبيعة، وثقافة شاسعة لا تكتفي بالشكل الاحتفالي، وتنمية تتشبّث بجذور المكان، وعبقريّته بقدْر ما تتطلّع إلى آفاقه.

ولذا لم يعد السؤال عن حجم المشاريع أو سرعتها، بل عن طريقتها في بناء معنى جديد للحضر، وعن جودة الحياة الجديدة للعيش، وعن الذائقة الجديدة أيضاً للحضور.

كل هذا التحوّل غير المسبوق لم يوجد أو يولد من رغبة أو هاجس عابر؛ ولم يكن أيضاً ردّاً على فِعْل على الخارج، وإنما من قناعة راسخة بأنّ المدينة قادرة - وبقوة - على تجاوز حدود الجغرافيا والتاريخ معاً، وكذلك عزيمة وهمّة تقهر الظروف والمناخ، بل تتصالح معها من خلال الخُضرة، من خلال مبادرات الرياض الخضراء التي أسهمت في تحسين وخلق بيئة مثالية، تنأى عن حرارة الأجواء، ما خلق أجواء تختلف عن سابقتها.

اليوم، تمضي الرياض بثقة نحو عالميةٍ يصعب على البصيرة أن تخطئها، تقفز بخطواتٍ مدروسة ووثباتٍ عملاقة جعلتها في قلب الضوء، مقصدًا لمن يبحث عن سياحةٍ نوعيّة، ووجهةً لمن يترقّب فرصًا استثمارية واعدة، وقد دعّمت هذه النهضة بنيتها التشريعية الحديثة لحماية المستثمرين - كبارًا كانوا أم متوسّطين - بما يضمن ديمومة النمو واستدامة العوائد، ويؤسس لاقتصادٍ أكثر قوة ورسوخًا في أفق المستقبل.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد