طفحت على السطح قبل أيام مقابلة سبق أن أجرتها الممثلة الأمريكية درو باريمور مع الممثل الأمريكي جورج كلوني، لم يلتفت لها أحد في حينه، كشف فيها كلوني عن استعانة الإخوان بالمستشارة القانونية الدولية آمال علم الدين، التي أصبحت زوجته لاحقاً، لكتابة دستور «الحركة»، وكان ذلك بداية عام 2013، في لندن! وغالباً كان قصد كلوني أن آمال ساعدتهم في وضع أو صياغة أجزاء من الدستور المصري، الذي وضعه الإخوان المسلمون في عهد محمد مرسي، والذي منح الإخوان صلاحيات خيالية، أدت لرفضه شعبياً، وقيام تظاهرات احتجاج ضخمة لم تعرف مصر لها مثيلاً في تاريخها، دفعت الجيش للتدخل وطرد الإخوان، وتسلُّم الحكم منهم في العام نفسه.
لا شيء في الأدبيات القانونية أو الدستورية المعروفة يسمى «دستور الإخوان»، وبالتالي لم تسهم السيدة آمال كلوني، الأمريكية اللبنانية الدرزية، قبل أن تصبح السيدة آمال كلوني، في وضعه، لكن مجرد «إفشاء» استعانة الإخوان بها، يعني ليس فقط ضعف التنظيم هيكلياً، بل وخواء فكر القائمين عليه، حتى بعد مرور قرابة المئة عام على تأسيس الحزب. ولم يعرف عنهم غير ترديد شعار «الإسلام هو الحل»، دون تحديد المقصود به، وأي إسلام يقصدون، ومن وجهة نظر من، وتفسير من الذي سيتم اتباعه والسير عليه؟
* * *
جمع الإخوان خلال تاريخهم الطويل نسبياً، عشرات مليارات الدولارات، خاصة خلال فورة «البترودولار»، ولكن بسبب عدم حصولهم على أي ترخيص، في أية دولة، يسمح لهم بالعمل كحزب رسمي، من حقه استثمار أمواله بالطريقة التي يراها مناسبة، فقد دفع ذلك قيادييهم، التاريخيين والمصريين بالذات، لاختيار شخصيات من بينهم لإدارة تلك الأموال لحساب الحركة، وهذا يفسر عدم وجود أي عضو فعَّال «غير مصري» ضمن إخوان مصر، أو ضمن مجلس إدارة التنظيم الدولي، على الرغم من دورهم السياسي والمالي والتنظيمي الكبير، وفضلهم عليها!
قام من «وضعت الثقة» بإدارة أموال الإخوان في مختلف الأنشطة، وعاش غالبية هؤلاء في مستوى معيشي مميز، خاصة الذين تواجدوا في ألمانيا، مثل سعيد رمضان، زوج ابنة المؤسس حسن البنا، ويوسف ندا، الذي عاش في سويسرا، وكان بمنزلة وزير استثمار الإخوان، وخيرت الشاطر، الذي كان بمنزلة وزير تجارة الإخوان، وهكذا في دول الخليج والمدن الأمريكية.
أحمد الصراف

