: آخر تحديث

الحرب المستحقة

2
2
2

موسى بهبهاني

ظاهرة إدمان المخدرات بين الشباب وفئات المجتمع تُعتبر من أخطر الحروب الداخلية وآفة تدمر الأسرة والمجتمع، وبسببها يفقد الإنسان صحته وماله وعقله وغيرته وكرامته، بل يفقد كل مشاعره الإنسانية، وللأسف هؤلاء المروجون استهدفوا الشباب وطلاب المدارس لنشر تلك السموم التي تستهدف النيل من القيم الإنسانية.

فهناك مَنْ يروج ويتاجر بهذه السموم في نظير جني حفنة من الأموال على حساب الآخرين وشقائهم وتعاستهم.

فكل مَنْ يقوم بهذا الفعل المجرّم سواء قام بزراعته أو جلبه وترويجه يعتبر مجرماً في حق نفسه وفي حق الآخرين، ويستحق إزهاق روحه حفاظاً على سلامة المجتمع كله من أن يعبث به العابثون ويتلاعب به المجرمون.

وهنا يجب أن تتخذ الأسرة والمجتمع والسلطة القرارات الحازمة والمشددة اتجاه كل هؤلاء المتاجرين والموردين والموزعين لهذه السموم القاتلة.

- الكويت وحربها ضد المخدرات:

قامت وزارة الداخلية بحملة مركزة ضد مروجي آفة المخدرات ومكافحة المؤثرات العقلية بكل أنواعها، وسوف تبدأ الكويت حربها المشروعة والمستحقة ضد هؤلاء المجرمين لتصل إلى العقوبة المشددة الرادعة وهي (الإعدام).

وخلال الأيام القليلة المقبلة سيتم نشر المرسوم الجديد بقانون مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، لبدء الحقبة الجديدة من الإصلاح وحماية المجتمع من العابثين.

قصة من الواقع:

يحكي أحد الآباء والتأثر بادٍ عليه أن احد أبناء الأسر تقدم لخطبة بنت، فقام بالسؤال عنه فمدحه الجميع، وقبل طلبه، وبعد إتمام الزواج اكتشفت ابنته أن شريكها يتعاطى الملوثات العقلية!

فاتصلت على أسرتها وأبلغتهم بذلك... وتم الانفصال بعد مرور أيام قليلة؟

تناقلت الاخبار بان هناك نية للفحص العشوائي على الموظفين في جميع وزارات الدولة وذلك أمر مستحسن، ونطمح إلى تطبيق ذلك على المقبلين على الزواج والمرشحين للوظائف العامة والخاصة.

قديماً كانت العوائل إذا تقدم لهم مَنْ يطلب المصاهرة يسأل عن خلقه وإيجابياته وسلبياته وكانوا يذكرون السلبيات والإيجابيات بكل صراحة وبدون مجاملة أو محاباة، إنما الآن وللأسف الشديد يخفون السلبيات بسبب المحاباة والمجاملة أو لاعتقادهم بان الأمور السلبية ستنصلح بعد الزواج وكل ذلك على خلاف الحقيقة.

المعضلة:

فعندما يقبل الأبناء على الزواج وبعد بدء العلاقة الزوجية يتم الاكتشاف بأن أحد الشريكين مدمن على المخدرات!

ويشكّل ذلك خطراً حقيقياً على الأسرة، ويؤدي إلى مشاكل نفسية واجتماعية ومالية، ويؤثر ذلك على صحة الشريك غير المدمن، وقد ينحرف الشريك بالتأثير عليه من الطرف الآخر المدمن، ناهيك عن التأثير على صحة الأطفال والعلاقات الأسرية مستقبلاً.

فإن كان الفحص الطبي قبل الزواج إجبارياً وأساسياً في الكويت، وهو شرط لإتمام عقد الزواج، وبها يتم تحديد وجود الأمراض الوراثية والمعدية، ولا يُسمح بتوثيق العقد إلا بعد تقديم نتيجة الفحص الطبي، فلماذا؟

1/ لا تتم إضافة فحص إدمان الملوثات العقلية والأمراض النفسية والعقلية؟

2/ أليست أمراض الاكتئاب الشديد، القلق، الاضطراب السلوكي، وانفصام الشخصية قد تتطور إلى الشروع بالقتل؟

3/ لماذا لا تتم إضافة الصحيفة الجنائية للمقبلين على الزواج؟

4/ أليس من حق الطرفين الشعور بالاطمئنان قبل كتابة عقد الزواج؟

5/ أليس من حق الطرفين معرفة المعلومات الضرورية قبل القبول بالزواج؟

6/ أليس من المفترض أن يتضمن الفحص كل ذلك لتفادي كل ما ذكر أعلاه؟

الخطر الداهم:

مما يحزن أن المروجين قد استهدفوا أبناءنا الطلبة، وهذا الأمر خطير، لأنه الاستهداف الأكبر لأكبر شريحة من المجتمع، وهم الثروة الحقيقية للأمة، والبداية للإدمان تكون بشكل بسيط جداً، وبعدها تتحوّل إلى إدمان خطير لذلك المسؤولية تقع بالدرجة الأولى على الأسرة ثم المجتمع، يجب أن يتكاتف الجميع للقضاء على هذه الآفة القاتلة والخطيرة.

الطب النفسي:

1/ هل هناك إحصائيات تبيّن عدد المرضى من (المواطنين - الوافدين ) في المستشفى النفسي؟

2/ هل يسمح لمَنْ لديه ملف في الطب النفسي من استخراج الرخص التجارية؟ ألا يشكّل ذلك خطراً على العاملين تحت إدارته!

مركز فحص العمالة الطبي:

-قانون استقدام العاملين مرتبط بنتائج الفحص الطبي، إن كانت النتائج سليمة يسمح لهم بالإقامة والعمل في الدولة، وإن كانت سلبية يتم ترحيلهم إلى الخارج.

ومن الأفضل اضافة فحص الحالة النفسية خاصة إن كان مصاباً بالأمراض النفسية الشديدة.

ختاماً:

بعض المدمنين ضحايا للمروجين والمتاجرين بتلك الملوثات، ولذلك من اللائق بل من الضروري إنشاء مصحات ومراكز متخصصة للتعافي من المخدرات.

فهي ضرورية لعلاج الإدمان الذي يمثل مشكلة صحية واجتماعية خطيرة، وتقدم هذه المصحات برامج علاجية متكاملة (طبية، نفسية، سلوكية) تحت إشراف خبراء لضمان الشفاء والوقاية من الانتكاس، مع توفير بيئة داعمة وسرية، وهو ما سيساهم في إنقاذ الأفراد وإعادة تأهيلهم للمجتمع، وتكون تحت إشراف الدولة.

يجب أن يتكاتف الجميع للقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة التي بدأت تنهش بالمجتمع، وقبل أن يفوت الأوان يجب أن نقف صفاً واحداً للقضاء عليه وإلا ستسوء الأمور.

اللهم احفظ الكويت آمنة مطمئنة، والحمدلله رب العالمين.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد