: آخر تحديث

قصة العودة إلى هارفارد

7
7
6

لا يحتاج الإنسان إلى ثروة أو منصب ليترك أثراً في الناس من حوله، أحياناً يكفي كلمة طيبة أو لفتة بسيطة لتغيير مسار حياة شخص بالكامل. رغم أن الكلمات تبدو أشياء خفيفة لا تترك أثراً مادياً، إلا أنها تملك قدرة هائلة على التحفيز أو التدمير. في الحياة اليومية، لا ننتبه كثيراً لما نقوله، وربما لا نلاحظ حتى ما لا نقوله، لكن الواقع أن أثر الكلمات يدوم أحياناً أكثر من الأفعال. السؤال الذي يستحق التفكير هو: كم من حياة تغيرت بسبب رسالة واحدة لم تكن مقصودة لتكون عظيمة، لكنها جاءت في وقتها.قصة الطالبة الأمريكية كريستين غيلمير تعتبر مثالاً واقعياً لأثر كلمة بسيطة وكلمة مشجعة. عندما كانت في الصف السادس عام 1997، كتبت لها معلمتها السيدة جوديث تونسينغ على تقريرها الدراسي: «لقد كان من دواعي سروري أن تكوني في صفي. واصلي العمل الجيد! ادعيني إلى حفل تخرجك من جامعة هارفارد!» لم تكن كريستين من المتفوقات بصورة خاصة، لكنها احتفظت بتلك الجملة كأنها وعد شخصي. بعد نحو 21 عاماً، عندما تخرجت من جامعة هارفارد كدكتورة في الصحة العامة عام 2018، قامت بدعوة معلمتها لحضور حفل التخرج، وبذلك وفرت الجامعة التكاليف وحضرت المعلمة شكراً وعرفاناً لكلمتها التي تحولت إلى واقع. قالت المعلمة لاحقاً: «لقد أشعلت بداخلي شرارة جعلتني أدرك أن مساعدة الناس أداة قوية، وأنه من خلال التعليم يمكنك خدمة المجتمعات المحتاجة بشكل أفضل». هذه القصة الفعلية توضح كيف يمكن لعبارة بسيطة أن تزرع بذرة ثقة وأمل تستمر سنوات، وتتحول إلى فعل لم يكن متوقعاً حين قيلت.ما تكشفه هذه القصة ليس مجرد تأثير معلم، بل قوة الكلمة حين تكون صادقة.. وفي وقتها. ليست كل كلمة ستغير حياة إنسان، لكنها قد تزرع بذرة لا نعلم متى تنمو. ولذلك، من الذكاء أن نتعامل مع الكلمات كما نتعامل مع الأفعال، بوعي ومسؤولية. ففي عالم أصبح فيه كل شيء سريعاً، قد تكون أبسط عبارة دعم، أو نظرة احترام، أو جملة تقدير، سبباً في إعادة بناء ثقة شخص، أو منحه دفعة كان يحتاجها ليتغير. لا نحتاج إلى الكثير لنصنع فرقاً أحياناً، نحتاج فقط أن نقول ما نؤمن به، لشخص قد لا يسمع هذا الكلام من أحد آخر. www.shaimaalmarzooqi.com


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد