: آخر تحديث

زئير الجغرافيا

9
7
8

جمال الكشكي

من مفارقات التاريخ أن بريطانيا، صاحبة وعد بلفور عام 1917، تقدم على الاعتراف بدولة فلسطين. زئير الجغرافيا يحدث زلزالاً أوروبياً بمقياس فرنسا التي قررت على لسان رئيسها، إيمانويل ماكرون، الاعتراف بفلسطين الدولة في سبتمبر المقبل.

التوقيت فارق، وجبال القلق تلف خرائط المنطقة والإقليم والعالم. جدران الصبر بدأت تتهاوى على صخرة مؤتمر نيويورك الذي انعقد في الأمم المتحدة برعاية المملكة العربية السعودية، ومشاركة فرنسية. تحرك وحراك غير مسبوق عبر ثمانية عقود مضت.

هنا وقفة.. لها ذات المفارقة التاريخية والدلالة الجغرافية؛ إذ إن بريطانيا هي الدولة الثانية في «مجموعة السبع» التي تعترف بالدولة الفلسطينية بعد فرنسا، والرابعة في مجلس الأمن من بين الدول الخمس دائمة العضوية. باريس نجحت في خلق حراك جماعي أوروبي.

نحن أمام حشد غير مسبوق لإيقاف الأخطار بمفهومها البعيد، وأمام لحظة انكشاف على صراعات قادمة من الماضي وأطماع متسارعة نحو المستقبل، وتصادم خرائط يعيشه الحاضر، ربما يقود كل هذا إلى حرب عالمية تعصف بالمفهوم التقليدي لما يسمى قوى المحور والحلفاء المتوقعين. رياح الخطر أدركتها القوى الساعية للسلام وفق حسابات المنطق لا حسابات التغول، وفق قوة السلام لا سلام القوة.

إن الاعتراف بدولة فلسطين قادم هذه المرة وفق ديناميكية سياسية شاملة، تهدف إلى الاندماج والتعايش ورفض العنصرية وجرائم الحرب والإبادة، ووضع حد لتجاوز الأعراف والقوانين والاتفاقيات الدولية.

يرتكز حل الدولتين، في مختلف المبادرات والمسارات المتعلقة به، إلى إيجاد دولتين: فلسطينية، وإسرائيلية، تعيشان جنباً إلى جنب، بحدود مستندة إلى الرابع من يونيو 1967، لا سيما أن حل الدولتين مشروع بنيوي ومحوري للسياسة الخارجية لكثير من الدول الغربية إزاء المنطقة، والخطوة الرئيسة لوضع حد للصراع المستمر منذ عقود، ويلقي بظلال سوداء ومخيفة على مفهوم التعايش في العالم.

أخيراً أقول: إن فكرة حل الدولتين لم تُطرح للمرة الأولى في مؤتمر نيويورك الذي عقد الأيام الماضية، بل كانت قاب قوسين أو أدنى من تحقيقها بعد اتفاق أوسلو عام 1993، بما يقود إلى تطبيق قرارَي مجلس الأمن 242 و338.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد