أحمد محمد الشحي
من يتابع مسيرة دولة الإمارات منذ فجر اتحادها يدرك تمام الإدراك أن هذه الدولة المباركة قامت على قيم راسخة ثابتة، قامت على السلام والتعايش والعطاء والإحسان، وعلى إرادة الخير للبشرية جمعاء، وقد نجحت في بناء أحسن العلاقات مع كافة دول العالم وشعوبها.
إن هذه الحقيقة ماثلة لا يمكن أن يشكك فيها أحد، وهي رؤية راسخة بدأت مع مؤسس هذه الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حكيم العرب، زايد الخير، الذي سطر التاريخ في أنصع صفحاته حكمته المشهودة في علاج المشكلات والقضايا، ودعمه للسلم والتعايش.
وقد امتد خير الإمارات للعالم أجمع، وبالأخص إلى الأشقاء، فوقفت بجانبهم، ودعمت مسارات السلام والاستقرار والتنمية التي تخدمهم، وخاصة بعد أحداث ما سمي بـ«الربيع العربي»، والتي تهاوت فيها دول، ودخلت مجتمعات في أنفاق مظلمة، ليتولد عن هذه الأوضاع صراعات ونزاعات وحروب مريرة، عملت دولة الإمارات لتكون بلسماً للجروح، وحرصت على إطفاء هذه الحرائق.
ولكل عاقل أن يسأل: ما علاقة دولة الإمارات بهذه الحرب الهوجاء في السودان؟! أليست هذه الحرب بين مكونات سودانية تفتك ببعضها فتكاً؟! أليس ما يجري هناك من قتل وتدمير هو بيد هؤلاء؟!
إن ما يفعلونه من حملات تشويه حاقدة كاذبة ضد دولة الإمارات ليس بغريب عليهم، فطالما مارسوا هذه السياسات في محطات فشلهم، يتهمون هذا الطرف، ويسبون هذا الطرف، ويعلقون شماعة فشلهم على ذلك الطرف، دون أن يقفوا مع أنفسهم وقفة واحدة لمحاسبتها.
إن من واجب العقلاء في السودان أن يضعوا مصلحة وطنهم فوق أي مصلحة، ويسعوا جاهدين إلى إطفاء هذه الحرب التي تحرقهم، وأن يعملوا على تعزيز المخرجات العلاجية التي تحقق لهم الأمن والاستقرار، وتصون دماء الأبرياء.
إن دولة الإمارات دولة سلام واستقرار، ومنارة ساطعة للخير والعطاء، ثابتة على نهجها الإنساني الساطع، لا يضرها كذب المشككين ولا حملات المغرضين، فمواقفها أصدق شاهد، وحقيقتها شمس لا تغطيها الأكاذيب.

