: آخر تحديث

هل أنت ممثل؟

8
7
7

عبد الله سليمان الطليان

الصراع بين الناس لن ينتهي هذا الصراع إلا ما شاء الله، يدور حول نوازع الخير والشر والأخلاق قولا وفعلا وكذلك على لقمة العيش وطلب المال، هذه الأمور كلها هي محور الأحاديث والنقاشات بينهم في كل لقاء أو اجتماع أو مناسبه، ترصد من هنا وهناك قصة أو رواية أو حكاية لحدث ما يكون له أثر بينهم يجعله يتناقل بين فترة وأخرى، الملاحظ أنه أحيانا إذا أعيد ذكر هذه القصة أو الحدث قد يكون هناك تبديل في الواقعة وتخيل بعيدا عن الحقيقة وهذا بطبيعة الحال إذا لم تذكر من صاحبها الذي قد توفي نجد فيها خلط للحقائق وتزويرها أحيانا وهذا يخضع للمتحدث أو المتلقي الذي (يخلط الحابل بالنابل) أحيانا وفق مصلحة ذاتية أو الاكتساب تعاطف أو بحث عن شهرة وهذا قد لا يمر مرور الكرام على أصحاب الألباب المستنيرة أما المرتهنة لحكايات الخيال فإنها تجد صداها لديهم وهناك من يجيد السرد باحترافية على نحو مخجل أحيانا وهذا يدخل في نوع من (السفسطة) التي تقوم على التلاعب بالألفاظ والعبارات والتي لا تعطي حقيقة الموقف أو الحدث يمكن تشبيه هذا المتحدث كحال الممثل الآن، الممثل يجيد أدوار متعددة بين الخير والشر يدافع عن الخير في أدوار معينة نجد لها تعاطف كبير من الناس على هذا الدور الذي كان قريبا من مشاعرهم التي هي في حماس لحب الخير وكراهية الشر.

ولكن الجهة الأخرى من حياة هذا الممثل الخاصة نجد التناقض القوي مع هذا في الواقع لقد كان الدور الذي كان فيه بارعا على الحث على الخير والأخلاق مغايرا تماما لواقع حياته وهذا ينطبق كذلك على من يجيد الثرثرة في المجالس والمناسبات الاجتماعية أي أنه يتساوى مع الممثل. فينطبق عليهما قول الشاعر:

يا أيها الرجل المعلم غيره

هلا لنفسك كان ذا التعليم

تصف الدواء لذي السقام وذي الضنا

كيما يصح به وأنت سقيم

لا تنه عن خلق وتأتي مثله

عار عليك إذا فعلت عظيم

السؤال لماذا يقوم بعضهم بالتمثيل داخل المجتمع وواقعه أحيانا مزرٍ؟ هل الإجابة الهروب من الضغط النفسي في بيئته الداخلية أو مجرد إبراز شخصية وهمية تحب المظاهر، هي ملاحظة أحيانا في الكثير في بعض هذه اللقاءات، أتمنى ألا تقع في هذا التمثيل.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد