أحمد محمد الشحي
إن الوطن الآمن المستقر من أعظم النعم على الإنسان، إليه ينتمي، وفيه يترعرع ويبني أحلامه وطموحاته، وعلى ترابه يحيى ويموت، فهو حصن وأمان، وحضن ووئام، فيه تسكن النفوس، وإليه تأوي الأفئدة.
فكيف لو كان هذا الوطن من أفضل الأوطان وأسعدها وأكثرها رخاءً وازدهاراً وأمناً واستقراراً، مثل دولة الإمارات العربية المتحدة، التي حباها الله بقيادة حكيمة، وضعت على رأس أولوياتها إسعاد شعبها والمقيمين على أرضها.
وامتد خيرها ونفعها للأشقاء والأصدقاء والعالم أجمع، حتى غدت بفضل الله تعالى نموذجاً مشرقاً للوطن المثالي، وموئلاً عالمياً يقصده الناس من كل مكان، ليتمتعوا بمقومات الحياة الكريمة فيها، وغدت دولة إنجازات حضارية مستدامة، تشهد الأرقام العالمية بريادتها وصدارتها، وبنهجها التقدمي الذي يسعى لخير أجيال الحاضر والمستقبل.
إن المحرضين على الأوطان هم دعاة فتنة وفساد كبير، قد طُمست أبصارهم، ونُكست بصائرهم، وبالأخص عندما يحرضون على دولة متميزة رائدة مثل دولة الإمارات، ويكنون لها الكراهية والأحقاد لمآرب خاصة لا تسمن ولا تغني من جوع، ولأنهم فاشلون فهم يعادون النجاح، ولأنهم منحازون لأجندات واهية فهم لا يرون في التنمية الصادقة والإنجازات المتوالية إلا تهديداً لهم، ولا في الأمان والاستقرار إلا عائقاً أمام مخططاتهم الفوضوية.
وهنا يتبين بجلاء تهافت هؤلاء المحرضين، فهم لا يواجهون الحقائق بالحجة والبرهان، ولا يناقشون القضايا بموضوعية وإنصاف، بل يلجأون إلى التشويه والتضليل، والاختلاق والافتراء، ويتخذون من الأكاذيب والشائعات سلاحاً هشاً لهم، في محاولة يائسة للنيل من الصورة المشرقة لهذه الدولة المباركة، متجاهلين أن الحقائق الواضحة والإنجازات الساطعة لا تحجبها الأباطيل، وأن السمعة الطيبة المشهودة لا يضرها نباح الطامعين ولا تشويش المتربصين.
ويتأكد تهافت هؤلاء المحرضين عندما ينظر الإنسان اليوم في كثير من المجتمعات، ويجد فيها مظاهر يتألم منها الفؤاد، صراعات مريرة، وانعداماً للأمن، وظروفاً اجتماعية واقتصادية قاسية، وشباباً تضيع طاقاتهم وطموحاتهم هدراً، ونساء وكهولاً يعانون أشد الظروف قساوة وضراوة، وأطفالاً يفتحون أعينهم على آلام تسرق براءة الطفولة منهم، ووسط هذه المآسي كلها تبرز دولة الإمارات، لتبث الأمل والتفاؤل.
وتمد أياديها لتساعد وتعين، وتخفف هذه الآلام، وتحشد جهودها الدبلوماسية والإنسانية والتنموية لتعزيز السلام، ورفع المعاناة عن الشعوب، وإطفاء الصراعات والأزمات، وتقديم تجربة نهضوية رائدة تلهم الدول والشعوب، لتكون منارة مشرقة للجميع، وهنا كذلك يظهر تهافت المحرضين وهشاشة طرائقهم، لأنهم يرمون الشجرة المثمرة، التي تسعى لتمد ظلالها وثمارها للقاصي والداني، في نهج إنساني حضاري قل له نظير.
مما يدل على أنهم يغردون خارج سرب العقلاء، ويتاجرون بآلام الناس بدلاً من أن ينخرطوا في صفوف المداوين، ويسخرون ألسنتهم وأقلامهم في الغمز واللمز بدلاً من أن يكونوا دعاة خير وسلام، ومشاعل أمل ووئام.
إن هؤلاء المحرضين يتعامون عن أن المجتمعات اليوم بحاجة إلى رؤى وطنية صادقة، تجعل المصالح العليا فوق أي مصالح ضيقة مهما كانت، وتجعل من العمل الجاد والسعي الدؤوب في التنمية والازدهار نهجاً مستداماً لها بدلاً من أي شعارات براقة وخطابات رنانة.
ومن التعاون مع الأشقاء وتكامل الجهود وتوحيد المواقف لتحقيق المصالح المشتركة أساساً استراتيجياً لها بدلاً من الاستعلاء بالرأي والانكفاء على الذات والميل إلى تيارات وأحزاب أثبت الواقع المرير فشلها الذريع.
وحري بهؤلاء الذين يحرضون على الأوطان ويهدرون طاقاتهم في الهدم والتشويه أن يراجعوا أنفسهم، ويسخروا ألسنتهم وأقلامهم لما فيه خير الأوطان ومصالحها العليا، فيجمعوا الكلمة بدلاً من أن يفرقوها، ويطفئوا الفتن بدلاً من أن يشعلوها.
وقد أثبت الواقع أن نهج التحريض على الأوطان نهج ظلامي هدام، والمنخرطون فيه يجنون على أنفسهم قبل أن يجنوا على غيرهم، فكم بسببهم دُمرت مجتمعات، وذهب أمنها واستقرارها، وشُرد أهلها، وضاع أبناؤها، وسالت دماء الأبرياء فيها.
إن دولة الإمارات تمضي في مسيرتها المشرقة، لتنشر السعادة على مواطنيها والمقيمين على أرضها، وتبسط أجنحتها لأشقائها لتكون لهم خير سند ومعين، ومصدر إلهام للمجتمعات والشعوب، تنسج الإنجازات، وتزرع الخير والرخاء، وتبث الأمل، وتنثر بذور السلام والاستقرار ليعم المنطقة والعالم أجمع.