: آخر تحديث

فيلم أبيض وأسود

7
7
6

سارة النومس

يوم الثلاثاء الماضي، قالت الأمم المتحدة إن حال غزة «هي الأسوأ على الأرجح» منذ بدء الحرب، وعلى الرغم من مكانة الأمم المتحدة عالمياً إلا أن العالم يحب سماع ما يريده، أي أن الموضوع الذي يتعلق بفلسطين وشعبها غير مهم مقارنة بمواضيع أخرى، يعتمد على حالتهم المزاجية والزمان الذي يعيشونه.

لقد تعرّض الإنسان صاحب البشرة السمراء لعنصرية قاسية تجاهه عبر سنين طويلة، مات من عانى منها بشكل مباشر وتوارثت المعاناة للأجيال التي بعدهم، ولو رأينا أن الموضوع قد قل اليوم أو لنقل إعلامياً، أصبح التبرير عنوان الأفلام الهوليوودية بحيث تتعمد المسلسلات والأفلام اليوم وضع صورة إشاعة لعائلة مكونة من أم سمراء وأب أبيض أو العكس كرمز للتعايش والتبرير، بل وكثرت هذه الصورة بشدة في الفترة الأخيرة وكأنهم يقولون: نحن متساوون منذ القدم، لدرجة أن الناس لم تعد تتقبل زيف التبريرات تلك، كوضع فتاة سمراء تمثل شخصية «سنو وايت» بياض الثلج، لقد وضعوا جميع الشخصيات ماعدا الشخصية العربية مازالت نادرة بل يتعمدون عدم ذكرها في الأفلام وكأنها لا تعيش في الأرض، مهمشة ولا أحد يشعر بوجودها وأهميتها. لا تقلق لم تتعمد فرقة ميامي التمييز بكلمات أغنيتهم «السمرة والبيضة».

أشعر بالاشمئزاز عندما أرى البعض في مجتمعاتنا يتوسل العالم كي يشفق عليهم، والنقاشات المطولة حول الدين، تستطيع بدهياً التمييز بين الشخص الذي يسألك من باب الفضول والذي يسألك للاستهزاء والضحك وتبذير الوقت، لقد عرف العالم أن الأرض ملك للفلسطينيين تماماً كما يعرف العالم أن أرض أميركا هي بالأساس ملك للهنود الحمر، لا أحد يستطيع إنكار ذلك، لكن القضية ليست ملكية الأرض وإنما من يريدها بقوة السلاح؟ لذلك لا تخسر المزيد من الوقت كي تقنع شخصاً ما مَن هو المستحق.

أعتقد أن مشكلة الكثير من العرب هي كثرة السفر للماضي، نعاني منها نحن الكويتيون أيضاً.

إن إيلون ماسك، يبحث اليوم عن سبل غزو كوكب المريخ ويصرح بلا خجل لوسائل الإعلام، في حين نضع أيدينا على خدنا نتغنى بالماضي وكيف كنا.

عزيزي، هل يمكنك النظر للأمام والتفكير بالغد وكيف ستعيشه؟ والتوقف عن التفكير بالأمس وماذا حدث؟

لو كان العالم كله يقرأ لاختلفت الموازين، فضرورة وجود الناس الأميين أو الجاهلين مهمة لتوازن الحياة، الحياة متعبة بوجود المثقفين والقراء الذين سيناقشونك على كل صغيرة وكبيرة، ويسألونك عن أسباب كل فكرة وعمل تقوم به، هؤلاء الأشخاص يسهل عليك رمي إشاعة أو قصة من خيالك تمزج معها قليلاً من الحقيقة كي تصبح أكثر إثارة واترك مهمة نشرها عليهم. خصوصاً اليوم في ظل الحرب يلقي الناس عناوين تتمحور حول الدول العربية وردود الفعل تجاه فلسطين وشعبها، وعندما أعود للمصادر والبحث فلا أجد أي مصدر لها وان كانت إشاعة فهم خبراء في نشرها بالطريقة التي تصل للناس بسهولة ويسر.

سأنهي كلامي بكن واعياً تماماً للأمس واليوم وربما الغد.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.