: آخر تحديث

يوم "كوفية" الغدر!

6
6
6

حددت الأمم المتحدة يوم 18 يوليو يوما دولياً للمناضل نيلسون مانديلا، وهو استحقاق سياسي ونضالي وبشري لشخصية نذرت عمرها لقضية مناهضة نظام الفصل العنصري.

واعترافاً بإسهامات رئيس جنوب أفريقيا الأسبق في "ثقافة السلام والحرية"، نال نيلسون مانديلا حق التشريف والتكريم والتخليد، مع الفارق الشاسع بينه وبين رحلة الدجل السياسي والغدر التي قادها صاحب "الكوفية" الفلسطينية، ياسر عرفات، سيئ الذكر.

ويصادف الثاني من أغسطس المقبل ذكرى الغزو العراقي للكويت، وهو التاريخ الذي فضح بشكل خاص رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عرفات، الذي لطّخ "الكوفية" والقضية الفلسطينية بموقفه الغادر في تأييد الاحتلال العراقي للكويت.

يتزاحم أجيال اليوم من الشباب العربي والمسلم والأجنبي، والطلبة، وأبناء الجاليات الآسيوية والعربية المهاجرة، في المناسبات العلمية والأكاديمية والسياسية، وفي عطلات نهاية الأسبوع، على رفع "الكوفية" كرمز للمقاومة الفلسطينية، في حين أنها لا تحمل مجدًا سياسيًا أو رمزاً نضاليًا حقيقيًا.

ومن الصعب التكهن بمدى معرفة أجيال اليوم وطلبة الجامعات بصاحب "الكوفية"، ياسر عرفات، الذي خان القضية، وقدم مصلحته الشخصية على حسابها، وسعى لتكوين أمجاد زائفة ورغد حياة، ومارس الابتزاز السياسي تجاه الكويت، التي احتضنته ولم تقصّر في الدعم المالي والسياسي.

قاد ياسر عرفات رحلة الغدر والنكران في 2 أغسطس 1990 ضد الكويت، التي كانت الرحم الذي احتضنه وانطلق منه إلى نضاله المزعوم، كما قاد رحلات أخرى لتدمير بلدان عربية، ومنها لبنان.

رفع ياسر عرفات "الكوفية" على رأسه، ودنسها بيد ملطخة بالغدر ودماء كويتية، ومن بين ضحاياه نساء الكويت، اللواتي برهن على مواقف بطولية وقدمن تضحيات وطنية إبان شهور الاحتلال العراقي، وسطّرن مع إخوتهم الرجال بطولات في المقاومة المسلحة والمدنية.

شتان بين رمز العدالة والسلام والنضال، نيلسون مانديلا، ورمز الخيانة والغدر والمكر، ياسر عرفات، الذي مارس أقبح أساليب الخداع السياسي في استدرار العواطف والتأييد باسم القضية العربية، وهو أول من باعها ورخص فيها بأبخس الأثمان مقابل مصلحته الخاصة.

 

كان الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح شخصية معروفة بقلة الحديث ودقة الاستماع والتركيز، لكن ألم غدر منظمة التحرير الفلسطينية ورئيسها، ياسر عرفات، كان خنجرًا في خاصرة الأمير والكويت.

لقد عبر الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد في احدى المناسبات عن حجم الألم وثقله عليه بعد خيانة وغدر عرفات إبان الغزو العراقي للكويت، لأن موقف الكويت وقيادتها السياسية وشعبها كان أكثر شرفاً وصدقاً من "أهل القضية" أنفسهم الذين انقلبوا عليها.

اليوم، نتأمل مشاهد رفع "الكوفية" في بريطانيا وأمريكا وأوروبا من أجيال وجنسيات مختلفة، لكن: هل يعلم هؤلاء جميعًا حجم العار السياسي والغدر الذي خلّفه صاحب "الكوفية" الفلسطينية، ياسر عرفات؟

وهل يعلم رافعو "الكوفية" بتاريخ الخلافات الفلسطينية والانقسامات الداخلية إلى درجة الاقتتال بين الفصائل، ومنها حركة "حماس"، التي مارست أبشع أساليب الانتقام السياسي والعسكري ضد فصائل مقاومة أخرى؟

بطبيعة الحال، فإن المشهد السياسي والإنساني، قبل الثاني من أغسطس 1990 وبعده، يصعب على أجيال اليوم استحضار ملامحه وتفاصيله بدقة، لأن الكويت قد تسامت فوق الجراح، ولم توثق يوم "كوفية" الغدر الدولي الذي حملها ياسر عرفات.

إعلامي كويتي


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.