بينما كان الجميع منشغلاً بأحداث مواجهة الشباب والنصر وحديث الكثير من النقاد والمتابعين عن "المشروع الرياضي السعودي" ونجاحه وربطه بنجم بعينه، كانت تصريحات مدرب الوحدة اليوناني جورجوس دونيس صادمة إلى حد كبير بعد مواجهة فريقه أمام الاتحاد وحديثه عن ظروف العمل في النادي العريق.
لم يتحدث أحد بما يكفي عن دلالات هذه التصريحات وانعكاساتها على الدوري وعلى سمعة الفرق السعودية، وعلى المشروع الرياضي السعودي، فالمدرب اليوناني ذكر أنهم يعملون في ظروف صعبة، إذ قال نصاً إنهم لم يتسلموا مرتباتهم منذ شهر نوفمبر وأنه لا يوجد مكافآت، كما لم يستطع الفريق تسجيل عناصر جديدة كونه معاقبا.
ثمة من على هذه التصريحات بطريقة سطحية مبررين أن هذه التصريحات لم تكن لتظهر لو لم يخسر فريقه أمام الاتحاد، لكن هذه التصريحات كانت ستظهر إن عاجلاً أو آجلا.
سأفترض صحة ما قاله المدرب اليوناني الخبير، وأقول إن ما يحدث في الوحدة كارثي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، إذ على الرغم من كل هذا الدعم الحكومي إلا أن النادي يعاني مالياً ما يؤكد على وجود مشكلة إدارية في التعامل مع الجوانب المالية، ويشي بأن الدور الرقابي من أجل استدامة العمل المالي في الأندية لم يقم بدوره كما يجب.
ما يحدث في الوحدة جدير بالتساؤل عما إن كان ذلك يشكل حالة خاصة بالوحدة فقط أم أن هناك غير الوحدة من الأندية التي تعيش فوضى إدارية ومالية رغم الدعم المليوني الضخم؟
مؤكد أن ثمة اختلالات مالية وإدارية لم ترصدها معايير الحوكمة بدقة ولم تتعامل معها الجهات الرقابية في وزارة الرياضة كما ينبغي، ففشل عدد من الأندية في استخراج شهادة الكفاءة المالية لأكثر من مرة في منتصف الموسم يبرهن على سوء العمل والتخطيط المالي، فضلاً عن وجود عدد من القضايا الخارجية الجديد على عدد من الأندية السعودية التي تدفع ثمن سوء عمل مسيريها الذين استمرأوا العمل الفوضوي الارتجالي.
أعود للقول إنه على افتراض صحة ما قاله دونيس فإن ذلك بمثابة تعليق الجرس، ووزارة الرياضة ممثلة بلجنة الاستدامة المالية مطالبة بالتدقيق بشكل أكبر على ما يحدث داخل أروقة الأندية، ورصد كل الأعمال التي تنم عن سوء تدبير وتصرف ومعاقبة إدارة أي نادٍ لا تتعامل مع الدعم الحكومي بكفاءة وانضباط إداري ومالي، وإلا فإن كرة الثلج ستكبر وسيكون لمثل هذه الأمور ارتداداتها السلبية على المشروع الرياضي السعودي.