إيلاف من الرباط: يتواصل تفاعل أغلب رواد شبكات التواصل الاجتماعي وقراء المواقع الإخبارية الإلكترونية في المغرب، على نحو ساخر، مع وقفة نفذها، أول من أمس (الأحد)، أمام القنصلية الفرنسية في الدار البيضاء، عشرات من محبي وأصدقاء سعد لمجرد، بينهم فنانون معروفون، تضامناً مع الفنان المغربي المعتقل في أحد سجون فرنسا، منذ نحو شهر، بتهمة "الاعتداء الجنسي المصحوب بالعنف"، ضد فتاة فرنسية.
ورفعت الوقفة التضامنية شعارات، تقول في بعضها: "كلنا سعد لمجرد"، و"كلنا مع سعد لمجرد"، و"بغينا سعد يرجع لينا"، و"يا ربي يا كريم، ترجع لينا سعد سليم".
خجل
تراوحت أغلب ردود الفعل الساخرة، من تنظيم وقفة تضامنية مع الفنان المغربي، بين الدعوة لـ"انتظار حكم القضاء الفرنسي"، وانتقاد "التضامن مع متهم بالاعتداء الجنسي المصحوب بالعنف"، أو الدعوة إلى "التضامن مع من هم أحوج إلى ذلك، سواء داخل أو خارج المغرب"، مع البحث عن "تفسير منطقي لتنظيم وقفة احتجاجية أمام القنصلية الفرنسية في الدار البيضاء".
فيما رأى متتبعون لمسار قضية سعد لمجرد أن تنظيم هذه الوقفة التضامنية مع الفنان المغربي "يسيء للمغرب، كما يسيء للعدالة والمرأة، من جهة أن القضاء الفرنسي لم يقل كلمته، كما أن لا أحد من عائلته أو من فريق دفاعه شكك في القضاء الفرنسي".
وبينما اعتبر الفنان حاتم عمور مشاركته في الوقفة تضامنا مع فنان صديق، برر الفنان نعمان لحلو عدم مشاركته في الوقفة، بقوله إنها "تسيء" لسعد لمجرد "أكثر"، داعياً إلى "انتظار كلام القضاء". أما الشاعر والإعلامي حميد زيد فزاد من جرعة السخرية من الوقفة، حيث قارن بين وقفات الأمس واليوم، فكتب عن "تراجع مستوى المسيرات والوقفات والاحتجاجات في السنوات الأخيرة"، وكيف "صار هذا المستوى المتدني مخجلاً لنا كشعب أمام أنظار الناس في كل أنحاء العالم".
سخرية
على علاقة بوقفة الدار البيضاء، كتب أحد المتفاعلين، ساخراً: "هههه.. حررَ فلسطين، أو قام بعمل مشرف"؛ فيما كتب آخر: "لا نستبق الأحداث. التضامن بعد أن تقول العدالة كلمتها". وهو نفس ما ذهب إليه متفاعل آخر، حيث كتب: "ملف لمجرد في يد العدالة الفرنسية... القضاء الفرنسي نزيه، ولا يسجن أحداً كل هذه المدة إذا كان بريئاً.
لمجرد ليس فوق القانون وسيعامل كأي شخص خرق القانون. إنها الديمقراطية التي نحلم بها.. لا تفرق بين غني وفقير". بينما دعا أحد القراء إلى التضامن مع محسن فكري، الشاب الذي قتل داخل شاحنة نفايات في مدينة الحسيمة، والذي فجر موته، بتلك الطريقة الدرامية، وقفات وسخطاً همّ مختلف مدن المغرب، حيث كتب: "تضامنوا، أولاً، مع محسن فكري الذي مات وهو يدافع عن رزقه، بدل الدفاع عن متهم بارتكاب جريمة اغتصاب. اتركوا القضاء يقوم بعمله". فيما انتقد آخر التضامن مع سعد لمجرد بدل "التضامن مع العائلات التي تعاني قساوة الطقس والجوع في المناطق الجبلية".
نزاهة
كتب أحد المتفاعلين مع الوقفة التضامنية، منتقداً حمل المتظاهرين لافتة، تقول "كلنا سعد لمجرد": "أنا لست سعد لمجرد"؛ بينما تساءل آخر، مستنكراً: "هل أنتم عقلاء؟ رمز العدالة في فرنسا امرأة، وضع على عينيها منديلا، حتى لا تميز، في أحكامها، بين غني وفقير؛ بين قوي وضعيف! لمجرد، إذا كان مظلوماً، ستظهر براءته، وإذا كان قد اقترف جنحة، فقسما بالله لن يفلت من جزاء العدالة الفرنسية! العدل ثم العدل ثم العدل هو رمز الدول المتحضرة والمتقدمة". ورد آخر، على المتضامنين مع الفنان المغربي: "ونحن نتضامن مع القضاء الفرنسي النزيه والعادل. لا يخاف المرء شيئاً إذا لم يقم بعمل يخل بالقانون".
تعقيد
يأتي هذا التفاعل الساخر، في معظمه، بخصوص وقفة الدار البيضاء التضامنية، مع الفنان المغربي، في وقت تحدثت فيه تقارير عن "تعقيد إضافي" لقضية سعد لمجرد، بعد أن "تقدم دفاع الفتاة الفرنسية بطلب للنيابة العامة، للاستماع إلى الشاهدة على الحادث، وهي عاملة النظافة الخاصة بالفندق، كانت أكدت في محضر الشرطة الفرنسية، عند استجوابها، أنها شاهدت لورا بريول (الفتاة الفرنسية)، وهي تهرب من غرفة سعد لمجرد، وأنها ساعدتها على الاختباء في إحدى الغرف، بعد أن عنفها الفنان المغربي".