إيلاف من كان: شهد مهرجان كان السينمائي الدولي احتفاء خاصًا بالفنانة الأميركية ميريل ستريب بعد منحها السعفة الفخرية عن مسيرتها السينمائية الحافلة، لتتحدث في اليوم التالي بندوة موسعة عن مسيرتها السينمائية الطويلة مستذكرة محطات وصعوبات مرت بها في حياتها.
وقالت ستريب خلال ندوة تكريمها في مسرح ديبوسي إنها تأثرت كثيراً من التصفيق والاحتفاء بها من الجمهور عندما تسلمت الجائزة في حفل افتتاح المهرجان، موجهة نصيحة للجيل الجديد من صناع السينما الشباب بعدم الاستسلام.
السينما الفرنسية
وعندما سألت عن السينما الفرنسية، أكدت الممثلة الأميركية أنها تشعر بالخجل لعدم مشاهدتها ما يكفي من الأفلام لعدة أسباب من بينها ساعات اليوم المحدودة وانشغالها بحياتها العائلية بالإضافة إلى تقدمها بالعمر، الأمر يجعل أولوياتها مختلفة. لكنها أبدت إعجابها بالممثلة الفرنسية كاميل كوتان في أحد الحلقات الدرامية التي شاهدتها لها.
وحول مشهد الماستر سين في فيلمها "اختيار صوفي" الذي قدمته عام 1982، قالت الممثلة الأميركية أنها صورت المشهد من أول مرة لكنهم قاموا بتصويره مرة ثانية بسبب عدم معرفة الفتاة الصغيرة بما سيحدث لها عند التصوير أول مرة.
كما تحدثت عن فيلمها " جسور مقاطعة ماديسون" الذي صور في 5 أسابيع فقط، مشيدة بزميلها كلينت إيستوود الذي كان يعمل من الخامسة صباحاً بشكل يومي لإنجاز الفيلم، حيث قامت ببطولة وإخراج وإنتاج الفيلم الأميركي المأخوذ عن رواية بروبرت جيمس والر التي حملت الأسم ذاته.
وتطرقت الممثلة الأميركية لصفات المخرج الجيد الذي أكدت أنه يتوجب أن يكون لديه القدرة على معرفة ما يريد قوله، مع بناء الثقة في المجموعة التي يعمل معها، وأن يكون لديه شيء يريد أن ينقله في عمله حتى في حال خوض تجربة كوميدية. لافتة إلى أنها تفضل العودة للمنزل ما لم تجد الأمر كذلك.
وعن الأدوار التي تقدمها المرأة في العالم اليوم، أكدت ميريل ستريب أن أكبر نجوم العالم اليوم من النساء، وهو أمر مختلف عما كان عليه الوضع عندما بدأت. وكانت الأدوار الثانوية هي أدوار النساء، بينما يتمركز كل شئ حول النجم. لافتة إلى أن المرة الأولى التي يكون العمل فيها متحمور حول سيدة كانت في فيلم " الشيطان يرتدي برادا" الذي عرض عام 2006.
ورغم أن الفيلم ربما لا يكون الأهم في مسيرتها الفنية الحافلة إلا أنه شكل نقطة مهمة في مسيرتها الفنية لكونه أول دور يأتي إليها بعده صناع السينما ويتفهمون شعورها بالقدرة على اتخاذ القرار. مؤكدة أن الأفلام وإن كانت لتجسيد أحلام الناس فإن المسؤولين عنها أيضاً لديهم أحلام.
وأضافت أنه قبل صعود النساء لتولي مواقع صنع القرار في الاستوديوهات السينمائية، كان من الصعب على الرجال رؤيتهم للأنثى كبطلة. لكنها كانت ترى أنه من السهل بالنسبة لها أن تقدم أدوار بطولة على غرار الأدوار التي قدمها روبرت دي نيرو.
وأشارت إلى أن الأفلام التي حققت نجاحًا تجاريًا كبيرًا حدثت عندما كانت في سن 58 و60 عاماً مؤكدة أنها لم تكن تتوقع أن تصبح هذه الأعمال كبيرة لكن كانت تستطع انتاجها.
وتذكرت ستريب حضورها الأول لمهرجان كان مع فيلمها "الملائكة الأشرار" الذي فازت عنه بالسعفة الذهبية، وإبلاغها باحتياجها لحراس شخصيين من أجل مرافقتها بوقت لم يكن لديها أي حراس. لافتة إلى أنها عندما تسلمت الجائزة وعادت لغرفتها كانت ترتجف بسبب صعوبة الأمر، لكن هذه المرة كانت التجربة مختلفة رغم خوفها المسبق.
صعوبات واجهتها
وتطرقت إلى الصعوبات التي واجهتها في فيلم "الخروج من أفريقيا" الذي قدم عام 1985، من بينها التصوير بالنهر بالقرب من "فرس البحر" الذي يلتهم من يقترب منه، وهو أمر وصفته بالخطير، بجانب عدة أسود جرى استيرادها من كاليفورنيا من أجل التواجد بموقع التصوير باعتبارها هادئة ومروضة بالفعل لكنها لم تكن كذلك.
وأضافت أن من بين الصعوبات التي تتذكرها الحشرات الليلية التي كانت تتجمع على الأضواء الكبيرة، بجانب الخفافيش، متذكرة استكمالها لتصوير مشهد طويل بالرغم من شعورها بحشرة دخلت إلى قميصها، بجانب قلق زميلها روبرت ريدفورد الذي أثر عليه الشعور بالخوف من "فرس البحر" خلال تصوير مشهد "الشامبو الشهير" الذي جمع بينهما، مما اضطرهم لإعادته عدة مرات وتلقيه نصائح من مصفف الشعر والماكياج ليتحسن أدائه عند التصوير للمرة الخامسة.
وكشفت الممثلة الأميركية عن حماسها للتواجد في الجزء الثالث من الفيلم الموسيقي "ماما ميا" على الرغم من وفاتها في الجزء الثاني، وهو الأمر الذي ستناقشه مع فريق العمل خلال الفترة المقبلة، بعدما أبدت للمنتجة حماسها للتواجد حال ما استطاعوا إعادة شخصيتها التي توفيت في الجزء الأخير بطريقة مأساوية.