إيلاف من الرباط: بعد قصبة آيت بنحدو، يقوم المخرج البريطاني – الأميركي كريستوفر نولان بتصوير مشاهد أخرى من فيلمه "الأوديسة" بالداخلة (ثاني اكبر مدينة في الصحراء المغربية)."
ونشر محمد المهدي بنسعيد، وزير الثقافة والشباب والتواصل المغربي، الثلاثاء، تدوينة على حسابه بــ"فيسبوك"، تحت عنوان "كريستوفر نولان يصوّر "الأوديسة" بالداخلة: محطة جديدة للسينما العالمية". ومما جاء في تدوينة المسؤول المغربي: "في زيارة ميدانية إلى الداخلة، التقيتُ بالمخرج العالمي كريستوفر نولان، الحائز على عدة جوائز أوسكار، والممثلة تشارليز ثيرون، إلى جانب المنتجين التنفيذيين توماس هايسليب وزكرياء العلوي، للوقوف على الجوانب اللوجستيكية والتقنية المرتبطة بتصوير فيلم "الأوديسة" بموازنة تفوق 250 مليون دولار".
الوزير محمد المهدي بنسعيد خلال لقائه بكريستوفر نولان في الداخلة
وأَضاف بنسعيد: "هذا الحدث يؤكد تموقع الداخلة كوجهة سينمائية عالمية جديدة، بفضل جهود الوزارة في جذب الاستثمارات السينمائية والإنتاجات الكبرى، بعد التجارب الناجحة في ورزازات".
آيت بنحدو والداخلة
أشارت تقارير إخبارية مغربية إلى أن تصوير مشاهد من الفيلم بمنطقة الداخلة المغربية، يجري حالياً في موقع الكثبان البيضاء، على بعد حوالي 30 كيلومتراً شمال المدينة، في مشهد طبيعي يجمع بين الرمال الناصعة، والبحيرة الخلابة، والتنوع البيولوجي.
وتأتي مرحلة التصوير في الداخلة بعد مرحلة سابقة، شهدت تصوير مشاهد من هذا الفيلم بقصبة آيت بنحدو، التي تقع بمنطقة ورزازات.
القصبة تجمع لبنايات تقليدية شيدت من الطين، ومحاطة بسور دفاعي مقوى بالأبراج. وتعد، بهندستها المتميزة، نموذجا للسكن التقليدي بالجنوب المغربي، الشيء الذي مكنها من أن تدرج في 1987 ضمن قائمة مواقع التراث العالمي لليونيسكو، وكانت وجهة لتصوير عدد من الأفلام العالمية الشهيرة، على غرار "علي بابا والأربعون حرامي" (1954)، و"لورنس العرب" (1962)، و"مائة ألف دولار في الشمس" (1964)، و"الملك أوديب" (1967)، و"الرجل الذي أراد أن يكون ملكا" (1975)، و"الرسالة" (1976)، و"القتل ليس لعبة" (1987)، و"الإغراء الأخير للسيد المسيح" (1988)، و"شاي في الصحراء" (1990)، و"كوندون" (1997)، و"المومياء" (1999)، و"المصارع" (2000)، و"مملكة السماء" (2005)، و"بابل" (2006)، و"أمير بلاد فارس، رمال الزمن" (2010)، و"ملكة الصحراء" (2015)، و"ماري" (2024).
فيلم ملحمي
"الأوديسة"، بالإنجليزية (The Odyssey) هو فيلم ملحمي، من تأليف وإنتاج وإخراج كريستوفر نولان، وهو مقتبس من القصيدة الملحمية بنفس العنوان، التي كتبها هوميروس.
ويتتبع الفيلم رحلة عودة أوديسيوس، المحفوفة بالمخاطر، إلى إيثاكا بعد حرب طروادة الشهيرة؛ يواجه خلالها العديد من التحديات والمخاطر، قبل لقاء زوجته بينيلوبي.
ويشارك في البطولة مات ديمون في دور "أوديسيوس" وتوم هولاند في دور "تيليماخوس"، إلى جانب آن هاثاواي، وزيندايا، ولوبيتانيونغو، وروبرت باتينسون، وتشارليز ثيرون وجون بيرنثال.
وبدأ تصوير مشاهد الفيلم في أواخر فبراير الماضي، ويشمل مواقع متنوعة في المغرب واليونان وإيطاليا ولوس أنجلوس وآيسلندا والمملكة المتحدة وإسكتلندا وأيرلندا، بموازنة إنتاج تقديرية تناهز 250 مليون دولار. ومن المتوقع أن يكون هذا الفيلم الأغلى في مسيرة نولان والأول من نوعه الذي يُصور بالكامل باستخدام كاميرات آيماكس. فيما يتوقع أن يُعرض في دور السينما بالولايات المتحدة منتصف يوليوز 2026.