يبدو أن الاستثمار في الإنسان، كان وما زال ويبقى هو المشروع الحقيقي الذي لا يُمكن قياس عوائده الإيجابية وأرباحه القياسية، بل هو الابتكار الأروع والحلم الأجمل الذي لا يُضاهيه ابتكار أو يُدانيه حلم. والمملكة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -يرحمه الله-، وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله-، تولي جلّ اهتمامها وعنايتها الفائقة بالإنسان في هذا الوطن العزيز، بل وتضعه في صدارة أولوياتها والمستهدف الأول والأهم لكل مشاريعها واستراتيجياتها، والأمثلة على حرص وتبني المملكة للاستثمار النهضوي والتطوير التنموي للأجيال السعودية عبر كل العقود، كثيرة جداً ولا يمكن حصرها. قطاعات ومجالات وملفات وطنية كبرى كالتعليم والصحة والعمل والرياضة والثقافة وغيرها، تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، حجم الاهتمام الكبير بكل الأجيال السعودية لتُحقق طموحاتها وأحلامها.
ولعلّ هذا النجاح الباهر في مشروع الاستثمار في الإنسان السعودي، يؤكد بكل ما يدعو للفخر والمجد، الحنكة والخبرة التي عُرف بها خالد الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وإيمانه العميق بذكاء وإخلاص ولي عهدنا الأمين عرّاب رؤيتنا الطموحة وصانع مجدنا الحديث الأمير محمد بن سلمان والذي يصنع تحولاً وطنياً مذهلاً أعاد صياغة ورسم هذا الوطن الكبير في خارطة المشهد العالمي، وأبرز ملامح ووقود هذا التحول الوطني الرائع هو شباب هذا الوطن الذي يعمل في كل الحقول والمجالات والمهن والوظائف بكل جد وإخلاص ونجاح.
لقد أنفقت وبذلت المملكة الكثير والكثير من أجل الاستثمار الحقيقي في الإنسان على هذه الأرض الرائعة، ليُصبح الشاب السعودي مؤهلاً لممارسة كل الأنشطة والمهام بكل حرفية ومهارة، لقد كسب الوطن الرهان، حينما استثمر بكل ذكاء وقوة في الأجيال السعودية التي أصبحت المستقبل الباهر لهذا الوطن.
الاستثمار في الإنسان هو المكسب الحقيقي والاستحقاق الأهم في مسيرة الأمم والشعوب، بل هو الضمانة الأكيدة لتحقيق التنمية المستدامة والازدهار الحقيقي لهذا الوطن الكبير الذي يسير بخطى ثابتة نحو صدارة العالم بما يملك من قدرات وثروات بشرية ومادية وبما يحمل منّ إرث ديني وحضاري جعله المصدر الأهم والوجهة الأكثر جاذبية لكل العالم.