: آخر تحديث

غزة تموت جوعاً... يا عرب!

3
4
4

عبدالعزيز الفضلي

تألمنا كثيراً أيام الحرب البوسنية (1992 - 1995) عندما كنا نرى المجازر الوحشية والتعدي على الأعراض من قبل الجيش الصربي ضد مسلمي البوسنة، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 100 ألف بوسني وأضعاف العدد من الجرحى والمصابين، واغتصاب أكثر من 20 ألف فتاة وامرأة وفقدان أكثر من 40 ألف شخص.

حوصرت العاصمة سراييفو وتعرضت لقصف شديد مما أدى إلى استشهاد 11 ألف إنسان بينهم 1600 طفل.

انتهت الحرب في ديسمبر 1995... واعتقدنا أنها ستكون آخر مآسي المسلمين.

وقلنا وقتها: لم يكن ليتعرض مسلمو البوسنة لما تعرضوا له من حصار ومجازر لو كان يُحيط بهم جيران من الدول الإسلامية.

لكن هذا الظن - وبعض الظن إثم - تبيّن أنه كان خاطئاً، خصوصاً بعد المجازر والإبادة الوحشية والحصار والتجويع الذي يتعرض له أهلنا في قطاع غزة!

لقد تجاوز عدد الشهداء والمصابين أكثر من 200 ألف - ثلثهم من النساء والأطفال - ومع تشديد الحصار تساقط الناس في الشوارع من شدة الجوع والإعياء، ورأينا جثثاً لأطفال عبارة عن هياكل عظمية!

وشاهدنا أرغفةَ الخبز المغموسة بالدماء، وأكياساً كانت تُحمل لجلب الطعام، وإذ بصاحبها يعود وهو محمول في داخلها شهيداً!

يحدث كل ذلك وغزة تعيش في محيط عربي، فما عذرنا أمام الله؟!

جاء في الحديث الشريف (ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم).

وأخبر النبي عليه الصلاة والسلام، أنّ امرأةً دخلت النارَ في هِرّة حبستها حتى ماتت من الجوع!

لقد أورد الإمام الماوردي في الأحكام السلطانية أن عمر بن الخطاب غرّم قوماً دية رجل مات عطشاً لأنه طلب منهم الماء فلم يعطوه حتى هلك.

ونُقِل عن الإمام الجويني في كتابه «الغياثي»، أنه إذا هلك فقير واحد والأغنياء يعلمون به أثموا جميعاً، وكان الله طليبهم وحسيبهم يوم القيامة.

اليوم أهل غزة يموتون، إما قتلاً أو جوعاً، ويستصرخون أمة المليارين كي يوقفوا الإبادة ويفكوا الحصار ويدخلوا الطعام.

فهل ستُجيب الأمةُ، النداء...؟!

X : @abdulaziz2002


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد