: آخر تحديث

سفينة خليفة الإنسانية إلى غزة

3
2
2

في وقت تعاني فيه غزة واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في تاريخها الحديث، تأتي سفينة «خليفة» الإنسانية، التي أرسلتها دولة الإمارات العربية المتحدة ضمن حملة «الفارس الشهم 3»، لتجسّد موقفاً إماراتياً ثابتاً وعملياً في نصرة الإنسان أينما كان. هذه السفينة، التي انطلقت مؤخراً من ميناء خليفة في أبوظبي باتجاه ميناء العريش المصري، تحمل أكبر شحنة مساعدات بحرية إماراتية أُرسلت إلى قطاع غزة منذ اندلاع الأزمة الأخيرة. تُعدّ السفينة ثامن سفينة إماراتية ترسو في طريقها إلى غزة، وتُعدّ الأضخم من حيث الحمولة والمحتوى. فقد حملت على متنها أكثر من 7,100 طن من المساعدات الإغاثية المتنوعة، تشمل مواد غذائية أساسية، ومواد إيواء، ومستلزمات طبية وأدوية، ومواد صحية ومعيشية عاجلة. وتأتي هذه الشحنة ضمن التزام إماراتي مستمر بتقديم كل ما يمكن لإنقاذ المدنيين، لا سيما النساء والأطفال، من كارثة إنسانية تهدد حياتهم وأمنهم وكرامتهم.ولم تكن هذه المبادرة استثنائية، بل تمثل امتداداً لسلسلة متكاملة من الجهود الإماراتية لدعم الشعب الفلسطيني في غزة على مختلف المستويات. فمنذ الأيام الأولى للأزمة، أطلقت الإمارات جسراً جوياً وبحرياً لتوفير الغذاء والدواء والمياه ومستلزمات الإيواء، وأرسلت طواقم طبية وميدانية، إضافة إلى إنشاء مستشفى ميداني متكامل في القطاع. كما استقبلت الحالات الحرجة من الجرحى والمرضى في مستشفياتها داخل الدولة، ووفرت لهم رعاية طبية عالية المستوى.اللافت في الدور الإماراتي أنه يتسم بالشمول والتوازن. فإلى جانب الإغاثة الطارئة، بادرت الإمارات بتنفيذ مشاريع تنموية طويلة الأمد في غزة، شملت تحسين البنية التحتية، وإنشاء محطات لتحلية المياه، وترميم المدارس والمرافق الصحية. هذا التوجه لا يهدف فقط إلى معالجة الأزمة الراهنة، بل يطمح إلى خلق مستقبل أفضل للفلسطينيين، يقوم على الاستقرار والاعتماد على الذات.كما أن العمل الإنساني الإماراتي يتميز بقدرته على التنسيق الفعّال مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية. فقد حرصت الإمارات على التعاون الوثيق مع السلطات المصرية لضمان دخول آمن وسلس للمساعدات عبر معبر رفح، كما تواصلت مع منظمات الأمم المتحدة والشركاء الدوليين لتسهيل الإغاثة دون عوائق سياسية. هذا الأداء المتوازن والبعيد عن التسييس جعل من الإمارات شريكاً موثوقاً ومحبوباً على الصعيد الدولي في مجال العمل الإنساني.تُجسّد سفينة «خليفة» نموذجاً صادقاً لعقيدة إماراتية إنسانية، تؤمن بأن المواقف تُبنى بالفعل لا بالكلام، وأن الشعوب المنكوبة لا تنتظر الخطابات، بل تنتظر يداً تمتدّ إليها في وقت الحاجة. ومع استمرار الأزمة، تبقى الإمارات حاضرة، بسفنها، ومساعداتها، ومواقفها، لترسل إلى غزة، وسط الدخان والحصار.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد