: آخر تحديث

نتنياهو الدموي... شارون الجديد

7
7
6

التاريخ الإسرائيلي بصفة عامة ذو صبغة دموية وحشية، وللقادة الإسرائيليين تاريخ دموي خاص، ومن أشهرهم أرئيل شارون، الذي يُعد مثالًا صارخًا لهذه الوحشية. فالتاريخ الأسود للصهيوني الراحل شارون، اليهودي الشرقي ذو الأصول البولندية، الذي توفي عام 2014، لم يُطوَ بموته، بل ظل مرجعًا للقادة الإسرائيليين الذين تعاقبوا على حكم إسرائيل من بعده، ومن أبرزهم بنيامين نتنياهو، الذي يمكن وصفه بـ"شارون الجديد"، وهو أيضًا ذو أصول بولندية.

فكلاهما من "الأشكناز"، وهم يهود الشتات الذين تجمعوا في شرق أوروبا. وقد اشترك شارون ونتنياهو في العديد من الصفات والخبرات العسكرية والسياسية، وانتهجا مبدأ التوحش والإبادة والانتهازية والاستعلاء والتكبر والجبروت، فاحتُلت فلسطين، وهُجِّر الملايين من الفلسطينيين على أيديهم وأيدي من سبقوهم، وقُتل وشُرِّد مئات الآلاف، كما اغتيل المئات من القيادات والشخصيات الفلسطينية، بمن فيهم الرئيس الراحل ياسر عرفات.

وامتد شرّهما إلى خارج فلسطين، فشملت اعتداءاتهما العديد من الدول، مثل مصر وسوريا ولبنان والأردن والعراق وتونس واليمن، بسبب سياساتهما المتشددة والمتطرفة ذات الطابع الدموي، التي اتسمت بالغدر والخيانة والسادية. فلا يردعهما أي وازع ديني أو أخلاقي أو قانوني أو إنساني، إذ ضربا عرض الحائط بكل التشريعات السماوية والقوانين الدولية والأعراف الإنسانية، ونقضا الاتفاقيات والمعاهدات بإصرار، متحديَّين المجتمع الدولي ومنظماته، ومهددَين السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.

إقرأ أيضاً: البعث العربي الاشتراكي: نهاية مأساوية

إنهما يوجهان الآلة العسكرية الإسرائيلية، التي تقوم عقيدتها القتالية على الوحشية، والمدعومة من الغرب، وفق مشيئتهما، وبأقصى درجات الانتقامية ضد الفلسطينيين والعرب، بمن فيهم المدنيون العزل، في انتهاك صارخ لمبدأ تناسب القوة. حتى أصبح استخدام القوة المفرطة وارتكاب المجازر طابعًا إسرائيليًا ثابتًا. ولنا في مجزرة صبرا وشاتيلا عام 1982، وإبادة غزة ما بعد 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023، وما رافقها من مجازر، شواهد تاريخية حية على هذا النهج الدموي الإسرائيلي، المتجرد من الأخلاق والقيم الإنسانية.

الانتهاكات والتجاوزات وجرائم الحرب الإسرائيلية من إبادة ومجازر واستهداف للبنى التحتية، وقصف للمستشفيات والمساجد والمدارس وملاجئ المدنيين، ومهاجمة المخيمات، بدأت منذ حرب 1948، مرورًا بحرب 1967، فحرب 1982 ومجازر صبرا وشاتيلا، ثم انتهاكات انتفاضة 1988، وانتفاضة 2004، وتسميم الرئيس ياسر عرفات، وحرب لبنان 2006، والحرب على غزة (2008 - 2009)، وصولًا إلى الإبادة الجماعية في غزة (2023 - 2024)، وما حدث للبنان، وخاصة جنوبه والضاحية الجنوبية، من قصف وقتل واغتيالات وتهجير وأسر واعتقال. كل ذلك يؤكد أن الكيان الصهيوني (إسرائيل) دولة مجرمة ومارقة وفق القانون الدولي، وأن قادتها، بمن فيهم نتنياهو، المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية، أخلّوا بالسلم وارتكبوا جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، وأساءوا معاملة الأسرى والمعتقلين، بمن فيهم النساء والأطفال وكبار السن، واستباحوا المسجد الأقصى، واضطهدوا سكان المخيمات، وحاصروهم وجوعوهم.

إقرأ أيضاً: دمار غزة المحزن جريمة نكراء

وما يزال المجرم نتنياهو (شارون الجديد) يواصل مسلسل الإجرام والوحشية، باستهداف آلاف الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، وشنّ عمليات اغتيال، واعتداءات على اللبنانيين وغيرهم، في ظل معاناته من سرطان البروستاتا. وكما كانت نهاية شارون مأساوية، إذ بقي في غيبوبة لثماني سنوات، فإن نتنياهو (شارون الجديد) لن يكون بمنأى عن المصير ذاته، وسيتجرع كأس المنون يومًا ما.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في كتَّاب إيلاف