: آخر تحديث

مشاريع إيرانية سرية لإنتاج رؤوس نووية

2
2
2

يوم الجمعة 31 كانون الثاني (يناير) 2025، تم الكشف عن تقرير جديد يفضح الأنشطة السرية للنظام الإيراني الهادفة إلى إنتاج رؤوس نووية. وقد جاء هذا الكشف عن طريق المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (NCRI) ومكتب تمثيله في الولايات المتحدة، حيث يسلط الضوء على الجهود السرية والواسعة النطاق التي يبذلها النظام الإيراني لتطوير الأسلحة النووية، مما يشكل تهديدًا خطيرًا للأمن العالمي.

وفقًا لهذا التقرير، يعمل النظام الإيراني على تطوير رؤوس نووية للصواريخ ذات الوقود الصلب بمدى يتجاوز 3000 كيلومتر. ويتم تنفيذ هذه الأنشطة في موقعين رئيسيين: موقع صواريخ شاهرود وموقع صواريخ سمنان. وهذان المركزان، وتم تقديمهما سابقًا كمواقع فضائية، يعملان الآن تحت إشراف منظمة الأبحاث الدفاعية المتقدمة (SPND)، وهي منظمة مكرسة خصيصًا لتطوير الأسلحة النووية.

أنشطة موقع شاهرود
يعد موقع شاهرود، الواقع على بعد 35 كيلومترًا جنوب شرق مدينة شاهرود، أحد المراكز الرئيسية لتطوير الرؤوس النووية. ويُعرف هذا الموقع باسم "قاعدة الإمام رضا"، وقد تم تصميمه خصيصًا لتطوير صواريخ الوقود الصلب "قائم-100"، التي تتمتع بقدرة على حمل رؤوس نووية وإطلاقها من منصات متنقلة، مما يعزز قدراتها العسكرية بشكل كبير.

وبحسب التقرير، فإنَّ الحرس الثوري الإيراني (IRGC) ومنظمة SPND يعملان معًا بشكل وثيق داخل هذا الموقع، حيث يشارك خبراء SPND في مشاريع متعلقة بالرؤوس النووية. كما أن الإجراءات الأمنية المشددة في هذا الموقع والوصول المحدود إليه تؤكد على حساسية المشاريع التي تُجرى هناك.

أنشطة موقع سمنان
بالإضافة إلى شاهرود، يعد موقع صواريخ سمنان ثاني أهم مركز للأنشطة النووية للنظام الإيراني. يقع هذا الموقع على بعد 70 كيلومترًا جنوب شرق مدينة سمنان، ويركز على تطوير صواريخ الوقود السائل "سيمرغ" وإجراء الاختبارات المتعلقة بها. وتتميز هذه الصواريخ بإمكانية حمل رؤوس نووية، كما أن تصميمها مستوحى من الصواريخ العسكرية لكوريا الشمالية.

تُظهر صور الأقمار الصناعية وتقارير متعددة أن هذا الموقع قد شهد توسعًا كبيرًا، حيث تم بناء منشآت تحت الأرض معقدة تسمح للنظام بإخفاء أنشطته عن أعين المراقبين الدوليين.

تاريخ طويل من الخداع والتضليل
على مدار العقدين الماضيين، استخدم النظام الإيراني أساليب الخداع والمراوغة لدفع برنامجه النووي قدمًا. فقد لجأ إلى مفاوضات مطولة مع القوى الغربية، واستغل الاتفاقيات الدولية لكسب الوقت، بينما لم يتخلّ أبدًا عن سعيه لامتلاك أسلحة نووية.

يكشف التقرير الأخير أن النظام الإيراني يستخدم غطاء المشاريع الفضائية لإخفاء أنشطته العسكرية. على سبيل المثال، تمت عمليات اختبار الصواريخ "قائم-100" و"سيمرغ" تحت ستار إطلاق الأقمار الصناعية، بينما كان الهدف الحقيقي هو تعزيز قدرات إيران الصاروخية والنووية.

مشاريع النظام المستقبلية
يؤكد تقرير المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أن النظام الإيراني مستمر في تطوير صواريخ أكثر تقدمًا، بما في ذلك "قائم-105". كما أن الأنشطة المتعلقة بالاختبارات تحت الأرض وتطوير الرؤوس النووية قد تكثفت في مواقع متعددة، بما في ذلك موقع سمنان.

التداعيات والحلول المقترحة
توضح هذه الإفصاحات أن النظام الإيراني لا يشكل تهديدًا لشعبه فحسب، بل يشكل أيضًا خطرًا جسيمًا على السلام والأمن العالميين. ويدعو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة هذا التهديد. ومن بين هذه الإجراءات:

1. إعادة فرض العقوبات الدولية: يجب تفعيل آلية إعادة العقوبات (Snapback) لإعادة العمل بجميع قرارات مجلس الأمن ضد إيران.

2. إغلاق المواقع النووية: يجب إغلاق جميع المنشآت المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني، مع منح الوكالة الدولية للطاقة الذرية صلاحيات رقابية كاملة.

3. محاسبة النظام: يجب على العالم تحميل النظام الإيراني المسؤولية عن انتهاكاته لحقوق الإنسان، وتهديده للسلم الإقليمي، وسعيه لامتلاك أسلحة نووية.

كما أطلقت المقاومة الإيرانية دعوة إلى الإيرانيين في جميع أنحاء أوروبا للمشاركة في مظاهرة في باريس يوم 8 فبراير، لإدانة النظام الإيراني ودعم مريم رجوي. ومن المتوقع أن يشارك الآلاف في هذه التظاهرة.

تكشف هذه التقارير أن النظام الإيراني لم يتخلّ أبدًا عن برنامجه النووي، ولا يزال يسعى للحصول على أسلحة نووية. ولا يكمن الحل الحقيقي لهذه الأزمة إلا في دعم الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة للإطاحة بهذا النظام وإقامة حكومة ديمقراطية خالية من الأسلحة النووية.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في كتَّاب إيلاف