كثيرة هي في التاريخ نجاحات دول وحكومات قدمت منجزاً أو مثلت أدواراً تنموية وجابهت وتخطت تحديات، إلا أنَّ دولاً قليلة هي من تألقت تزهو بمنجزها وبعطائها في فترات قصيرة من أعمارها لا تقاس بعظمة ذلك المنجز فحسب، وإنما تقاس بمعايير قادتها ورجال دولتها، ويأتي في ذلك المنوال أنموذجاً بدأ يشع بإشراقاته الجاذبة على المنطقة والإقليم، ونال إعجاب العالم بأسره، إلى حد الألق، وتلك لعمري هي المملكة العربية السعودية.
ربما يقول قائل إنَّ ذلك النجاح والتألق كان نتاج رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ومن ساهم في صياغة تلك الرؤية من فريق أو مجموعة، ولكن الصياغات للرؤى والخطط الخمسية واستراتيجيات التنمية الشاملة وما شابه ذلك من مشاريع بقيت على ورق الصحف وحبيسة في أدراج المكاتب أو بصريح العبارة مجرد شعارات تنطفيء بعد حين من دون أثر ملموس لها، لأن التحدي الكبير والمعضلة الكبرى هي كيفية تحويل الرؤى إلى تطبيق عملي، يلمسه المواطن والزائر للبلد مشاريع وعمراناً وتنمية محسوبة بدقة، واستثمارات ناجحة، وتطوير بنى تحتية وتعظيم الناتج المحلي في ميزانية الدولة والانتقال من اقتصاد أحادي الجانب يقوم على تصدير البترول إلى اقتصاد إنتاجي متنوع يستثمر الطاقات البشرية ويطورها أولاً، لأنها هي من تقود التحولات الكبرى، فأصابت رؤية الأمير محمد بن سلمان أول أهدافها الإنسان السعودي المورد الأساس لكل تنمية وتحديث.
إقرأ أيضاً: منطقتنا ومعادلات الامن الاقليمي
يمكن لبعض الكتاب أن يذكر بأن المملكة تشهد منذ عقود خلت استقراراً نسبياً ولافتاً، ولكن المفهوم الحيوي للاستقرار يجب ألا تحوله النظم السياسية إلى حالة من جمود النظام، وعندها سوف يعاني النظام من مرض عدم الكفاءة، إلا ان ولي العهد بفكره الثاقب وحيويته جعل من حالة الاستقرار نشاطاً وفعالية وحيوية في كل مفاصل الدولة وماكنتها التي تنتج يومياً عشرات المشاريع المبتكرة في نقل التكنلوجيا المتقدمة وتوطينها في المملكة، وهو على المدى القريب سيضيف قوة للاقتصاد تنعكس إيجاباً على التنمية التي حققت أقل معدل بطالة في تاريخها.
وإذا كانت لغة الأرقام تطيل من المقال، فإنَّ الحديث عن تألق المملكة في السياسة والدبلوماسية والتفاعل مع النظام الدولي جعل منها محجاً ومقصداً لأكبر زعماء دول العالم، ووسيطاً موثوقاً لحل النزاعات، ويستمع لصوتها كل عواصم القرار، بل ان الرياض باتت محطة قمم عربية وإسلامية ودولية مهمة، وصانعة قرار وشريكة في صناعة قرارات دولية تهم المنطقة والعالم، وكل ذلك تحقق بلا أدنى شك بفضل هيبة الأمير محمد بن سلمان وحنكته السياسية ومعرفته بمنحنيات الإقليم وأزماته والتحديات، مما أسهم في تخطي المملكة منعطفات وأفخاخاً عديدة نصبتها قوى مغرضة لا تريد الخير لها.
إقرأ أيضاً: الإمارات نجم متألق في الأمم المتحدة
وإذا كان يجوز القول إنَّ حاضر ومستقبل أيّ نظام حكم هو حصيلة قراراته، وإنَّ المعيار لنجاح أيّ رؤى وخطط بقياس العائد منها كما أن حيوية النظام تساوي قابليته على اتخاذ القرارات الصحيحة في التوقيت الصحيح، فإني أجزم أن المملكة نجحت بامتياز بأنها أصبحت اليوم فخراً لكل عربي بقيادتها الوازنة، والتي جعلت من النجاح العربي ممكناً في ظل قادة يشبهون ويقتدون بالأمير الناجح والمبدع محمد بن سلمان، وكما يقال إن الحكم والسلطة يعطيان هيبة للحاكم، ولكن الأمير محمد بن سلمان هو من أعطى هيبة للحكم والسلطة.