كانت المملكة العربية السعودية ولا تزال نعم الأخ والسند والحليف لكل مسلم وعربي ودولهم وقضاياهم، بالإضافة إلى أي دولة أخرى من دول العالم تتعرض لأي ظرف طبيعي أو نتيجة لأسباب أخرى.
ونشكر الله ثم نشكر قيادتنا الرشيدة على كل ما تبذله من جهود لصالح الوطن والمواطن والمقيم والزائر والمعتمر والحاج، وهذه الجهود تجاوزت حدود وطني.
ورد الجميل يناقضه الجحود والنكران، وما نراه من بعض الممثلين للحركات المتأسلمة والعربية من تصرفات وما نسمعه منهم من تصريحات تنكر ما قامت وتقوم به المملكة العربية السعودية من جهود، هو أمر في قمة وغاية تجسيد نكران الجميل وجحود ما لا يمكن جحوده.
وممن جسّد معنى الجحود والنكران ذلك المسؤول الحمساوي الذي خرج مؤخرًا شاكراً عددًا من الدول، من ضمنها إيران، وتجاهل شكر المملكة العربية السعودية، في إيحاء بعدم الرضا عنها وتجاهل لدورها ونكران لجهودها في وقف إبادة غزة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه فيها، وإعادة القضية الفلسطينية لمسارها الصحيح.
إنَّ جميع قرارات حركة حماس، وأهمها القراران السياسي والعسكري، بكل أسف، رهينة بيد غيرها، وتلك القرارات لا تخدم القضية الفلسطينية ولا الشعب الفلسطيني، وإنما تخدم بعض القوى الإقليمية وتلحق الضرر والأذى بالشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
ومن طرف آخر، وصل الأمر بحركة طالبان الأفغانية إلى القدح في عقيدة المملكة العربية السعودية وجهودها تجاه أفغانستان، وظهرت تصريحات وتعليقات غير لائقة من بعض المعنيين بهذه الحركة.
والمملكة العربية السعودية لم ولن تلتفت لمثل هذه التصريحات أو التصرفات التي لا ترتقي لمستوى المسؤولية، والجميل في الأمر انكشاف نوايا ومواقف هؤلاء من المملكة العربية السعودية ومن قضايا العرب والمسلمين.
إقرأ أيضاً: دمار غزة المحزن جريمة نكراء
ومثل هذه التصريحات والتلميحات لا تخدم الإجماع العربي والإسلامي، ولا تدعم المواقف، ولا تحل القضايا في ظل ما جلبته هذه الحركات من الخراب والدمار.
فهذه غزة دُمّرت وكادت أن تُمسح من الخارطة، وهذه أفغانستان تشهد انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، ومن أخطرها وقف تعليم المرأة، مما يؤدي إلى جهل نصف المجتمع، فماذا ينتج عن مجتمع جاهل؟
إن ما قدّمت وتقدّم المملكة العربية السعودية للقضية الفلسطينية وللقضية الأفغانية من جهود جبارة على مدار عدة عقود كان نتيجة لدوافع منطلقة من إحساسها بالمسؤولية تجاه كافة الأوطان والشعوب العربية والإسلامية، وهذه الجهود لا يمكن نكرانها أو جحودها.
إقرأ أيضاً: البعث العربي الاشتراكي: نهاية مأساوية
وهل من المعقول أن تُجحد أو تُنكر الجهود السعودية، وهي في مقدمة الداعمين لمطالب الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره واستعادة أرضه المحتلة؟
وكانت أول الداعمين للشعب الأفغاني في حربه مع المحتل السوفياتي، وما تلا ذلك حتى هذا اليوم من جهود جبارة لإعادة الأمن والسلام إلى أفغانستان، ومن عاش رجبًا رأى عجبًا.
وكافة المواقف والجهود السعودية مثبتة بالدلائل القاطعة والأرقام الدقيقة، وكل شيء موثّق ومؤرشف، ولا سبيل لنكرانها وجحودها.
والمملكة العربية السعودية "ليست جمهورية موز"، كما قال الوزير عادل الجبير، فسياستها تقوم على ثوابت ومبادئ راسخة لن تتزحزح عنها مهما حاول المغرضون ذلك.
إقرأ أيضاً: غزة... الموت السريري والإنعاش
والمؤكد أن هذه الحركات لا تمثل إلا نفسها، وتثبت فشلها الذريع على مستوى الرؤى والاستراتيجيات والسياسات المتبعة والقرارات المتخذة ذات العواقب الوخيمة على شعوبها.
فشكرًا من أعماق كل سعودي وعربي ومسلم لما قامت وتقوم به المملكة العربية السعودية من جهود تعكس إحساسها بالمسؤولية وتؤكد مكانتها ودورها الحقيقي إقليميًا ودوليًا.