إيلاف من لندن: قال محمد رضا عارف، النائب الأول للرئيس الإيراني، تعليقا على قرار ترامب بإعادة فرض سياسة "الضغط الأقصى" على إيران: "لدينا فتوى بشأن الأسلحة النووية تُحرم أي أنشطة غير سلمية، فليطمئن باله." وعن احتمال لقاء بزشكيان وترامب، أضاف: "لقاء بين شخصين ممكن، لكنه ليس على أجندة النظام".
وبعد إصدار الرئيس الأميركي دونالد ترامب قرارات بإعادة فرض سياسة "الضغوط القصوى" على طهران، أكدت السلطات الإيرانية مجددًا أن هذه السياسة فشلت سابقا، مؤكدة على عدم سعيها لامتلاك سلاح نووي، بحسب موقع "إيران انترناشيونال".
وفي الوقت نفسه، لا تزال التصريحات المتضاربة من المسؤولين الإيرانيين بشأن إمكانية التفاوض مع الولايات المتحدة مستمرة.
لدينا 15 جاراً وحليفاً
وفي رد مباشر على قرار ترامب، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، اليوم الأربعاء 5 فبراير (شباط): "أميركا تفرض العقوبات، لكن إذا أدرنا مواردنا بشكل صحيح وتعاوننا مع جيراننا، فكيف يمكن لدولة لديها 15 جارًا وحليفًا أن تتأثر بهذه السهولة؟".
وأضاف: "يعتقدون أن اقتصادنا يعتمد فقط على النفط، ويريدون منعه عنا، لكن لدينا طرقًا عديدة لمواصلة العمل".
ولم يوضح بزشكیان كيف ستتمكن إيران من مواجهة الضغوط الاقتصادية من خلال إدارة الموارد أو تعزيز العلاقات مع دول الجوار، ولم يذكر تفاصيل حول "الطرق العديدة" التي تعتزم طهران اتباعها.
من جانبه، قال محمد رضا عارف، النائب الأول للرئيس الإيراني، ردًا على ترامب: "لدينا فتوى دينية تحرم أي نشاط نووي غير سلمي، يمكنه أن يطمئن".
كما أكد أن التفاوض المباشر بين ترامب وبزشكيان "ليس على جدول أعمال النظام الإيراني".
عودة سياسة الضغوط القصوى
ووقع دونالد ترامب، الثلاثاء، قرارًا جديدًا "صارمًا للغاية" لاستئناف سياسة "الضغوط القصوى" ضد إيران، وهدفه إيصال صادرات النفط الإيراني إلى الصفر.
وقال ترامب، خلال اجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في البيت الأبيض: "نأمل ألا نحتاج إلى استخدام الخيار العسكري، لكن يجب أن نرى ما إذا كان يمكننا التوصل إلى اتفاق مع إيران".
بدوره، قال عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، إن الضغوط القصوى "تجربة فاشلة"، وأن إعادة تنفيذها لن تحقق سوى "المزيد من الإخفاقات".
وأضاف: "إذا كان الهدف هو التأكد من أن إيران لن تسعى لامتلاك سلاح نووي، فهذا أمر سهل ويمكن تحقيقه دون صعوبة".
النووي كذبة كبيرة
من جهته، وصف إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، التقارير التي تتهم طهران بالسعي لامتلاك أسلحة نووية بأنها "كذبة كبيرة"، مضيفًا أن إثبات عدم صحة هذه المزاعم "أمر بسيط".
كما صرح محمد إسلامي، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بأن إيران لم تسعَ ولن تسعى إلى امتلاك أسلحة نووية، مشيرًا إلى أن جميع الأنشطة النووية الإيرانية تجري ضمن إطار اتفاقية الضمانات ومعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية (NPT) .
ترامب: نفضل "اتفاق سلام نوويا"
وفي منشور على منصة "تروث سوشيال"، وصف ترامب التقارير التي تفيد بأن واشنطن وإسرائيل تخططان لتدمير إيران بأنها "مبالغ فيها للغاية".
وأضاف: "أفضل أن نصل إلى اتفاق سلام نووي حقيقي، يسمح لإيران بالنمو والازدهار بسلام. يجب أن نعمل على ذلك فورًا، وعند إتمامه، سنحتفل به في الشرق الأوسط".
فيما نشر حساب مكتب الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني مقطع فيديو على منصة "إكس"، يتضمن تصريحات قديمة لروحاني قال فيها: "رغم كل الجرائم التي ارتكبها صدام، فإن الإمام (الخميني) سمح بإجراء مفاوضات عندما كان ذلك ضروريًا".
فيما علّقت فاطمة مهاجراني، المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، قائلة إن السياسة الخارجية لطهران تستند إلى ثلاثة مبادئ: "العزة، والحكمة، والمصلحة".
ونقلت "رويترز" عن مسؤول إيراني كبير، رفض ذكر اسمه، قوله: "إيران مستعدة لمنح دبلوماسية ترامب فرصة جديدة، لكنها تراقب بحذر تدخلات إسرائيل".
وأضاف المصدر أن إيران تشترط على واشنطن "كبح نفوذ إسرائيل" إذا كانت تريد التوصل إلى اتفاق.
ورغم إعادة فرض العقوبات، أكد مسؤولون إيرانيون أنهم سيواصلون تصدير النفط وتحقيق الإيرادات.
وقال محسن باكنجاد، وزير النفط الإيراني، بعد ساعات من قرار ترامب، إن إيران سجلت في يناير (كانون الثاني) الماضي أعلى معدل صادرات نفطية خلال العقد الأخير، مضيفًا أن طهران تستعد قريبًا لتوقيع واحد من أكبر عقود النفط في تاريخها.
ووصف باكنجاد سياسة "الضغوط القصوى" بأنها "نظرية فاشلة"، مؤكدًا أن إيران لديها خطط للتعامل مع هذه السياسة.
وأشار إلى أن العقوبات الأحادية ضد كبار منتجي النفط تضعف "أوبك"، وتسبب اضطرابات في أسواق الطاقة العالمية، مما يضر بالمستهلكين حول العالم.
وبعد دقائق من إعلان ترامب إعادة فرض سياسة الضغوط القصوى، ارتفع سعر الدولار في إيران بنحو 1000 تومان، متجاوزًا حاجز 85,000 تومان.
ترامب: إيران ستُمحى إذا نفذت تهديداتها
وقال الرئيس الأميركي إنه تردد قبل توقيع قرار استئناف العقوبات، واصفًا القرار بأنه "كان صعبًا للغاية".
كما كشف أنه أصدر تعليمات واضحة بأنه في حال تعرضه لأي محاولة اغتيال من قبل إيران، فإن "هذا العدو لأميركا سيمحى تمامًا من الوجود".
وبعد فوز ترامب في انتخابات 2024، تحدثت مصادر مقربة منه عن احتمال إعادة واشنطن لسياسة الضغوط القصوى، بل وناقشت تقارير أميركية إمكانية تنفيذ ضربات عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية.
كما أفادت بعض التقارير بأن المسؤولين الإيرانيين يشعرون بقلق متزايد بشأن نوايا إدارة ترامب تجاه إيران.