إيلاف من سان فرانسيسكو: كل ما فعله أنها كتبت اسمها في غوغل. لا كلمات مرور، لا اختراقات، لا أدوات تهكير. فقط اسمها.
وما ظهر كان صادمًا: سيرتها الذاتية، نسخة من عقد إيجار قديم، صورة لهويتها… كلها متاحة علنًا على الإنترنت، دون أن تدري. والسبب؟ جملة بحث بسيطة.
هذه التقنية تُعرف باسم Google Dorking، وهي ليست جديدة، لكنها أصبحت أكثر خطورة اليوم في ظل اتساع الفجوة بين من يعرف كيف تُدار البيانات، ومن يشاركها دون وعي.
يُستخدم Google Dorking للبحث عن معلومات “مفتوحة” علنًا عبر الإنترنت، ولكن باستخدام أوامر ذكية. مثلاً، يمكنك كتابة:
"Jane Doe" "Seattle", site:linkedin.com
"Jane Doe". أو
intitle: "resume"
"Jane Doe" inurl: cv
"Jane
Doe "filetype:pdf
"Jane Doe"
بهذه الطريقة، يمكنك الوصول إلى ملفات لم يكن من المفترض أن تظهر علنًا: سجلات طبية، كلمات مرور، عقود قانونية، صور شخصية، وحتى ملاحظات داخلية لشركات!
الأمر لا يحتاج إلى مهارات اختراق أو أدوات متقدمة، بل مجرد ذكاء في استخدام محرك البحث… وهنا تكمن الخطورة.
في يوليو 2025، نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريرًا يكشف أن مجموعات إلكترونية استغلت هذه الطريقة لاستهداف موظفين حكوميين في ولايات أميركية، وبعضهم تضرر بسبب ملفات تم كشفها عبر استعلامات غوغل فقط. التحقيق أشار إلى تزايد نشاط هذه الأساليب، خاصة لاستهداف البيانات القديمة التي لا تزال مخزنة في روابط مهملة وغير محمية.
لكن لماذا لا يعرف الناس عن هذا الأمر؟
لأن الأمر يبدو قانونيًا: كل ما يُعرض هو في “المجال العام”، لكنه يكشف هشاشة الخصوصية في بيئة رقمية لا ترحم. هذه المعلومات كانت “مفتوحة”، نعم، لكنها لم تكن مخصصة للعيون العامة.
والأسوأ أن هناك من استغل هذا لصنع ثروات. ظهرت شركات في أميركا وأوروبا تقدم خدمات مدفوعة لحذف آثارك الرقمية، بناءً على هذا النوع من البحث فقط. تكشف بياناتك، ثم تعرض مساعدتك على حذفها… بمقابل.
كيف تحمي نفسك؟
• لا تنشر ملفات بصيغ حساسة مثل PDF أو Excel دون كلمة مرور أو تشفير.
• تحقق من إعدادات الفهرسة في مواقعك الشخصية أو المهنية.
• فعّل تنبيهات Google Alerts باسمك الكامل لمراقبة أي ظهور جديد.
• استخدم أدوات فحص مثل: https://haveibeenpwned.com أو DeHashed.
• راجع ما يظهر عنك في البحث، كما لو كنت “مخترقًا يبحث عنك”.
فكر في الأمر هكذا: هل ستترك باب منزلك مفتوحًا لأن أحدًا لم يطرق الجرس؟ هذا ما يحدث عندما تُهمل ما يكشفه محرك البحث عنك. احمِ نفسك… فالتقنية لا تنتظر ندمك.