حمد بن عبدالله القاضي
إعداد وتوثيق الأمير د.تركي بن فهد بن عبدالله بن عبدالرحمن
كتاب «المجموع الأدبي» لسمو الأمير الراحل عبدالله بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله، كتاب ثري من مجلدين، هو أشبه بحديقة يتجول القارئ بين حقولها الأدبية من نثر وشعر ووصايا وحكم.
وقد احتوى كل مجلد على نفائس من كنوز تراثنا العربي المعاصر كان الأمير عبدالرحمن يختارها ويجمعها وينسخها.
وجاء اختياره من واقع قراءاته الواسعة وتذوقه الأدبي، وقد عُرف رحمه الله بمحبته للعلم والأدب حتى إن مكتبته تعد من كبريات المكتبات السعودية الخاصة
وقد تصدى لهذا العمل الأدبي حفيده الأمير د.تركي بن فهد بن عبدالله بن عبدالرحمن عضو هيئة التدريس بقسم التاريخ بجامعة الملك سعود الذي بذل جهدا كبيرا بترتيب هذا الكتاب النفيس وتنسيقه وقد اعتنى بتوثيق نصوصه وعُني عناية كبيرة سواء بشرح كثير من الكلمات الواردة بنصوص المجموع وإرجاعها للمصادر الخ.
عشت ليلتين ماتعتين وأنا أقرأ مختارات من هذه المجموعة سواء قصائد لكبار الشعراء أو نصوصا نثرية لعلماء وأدباء.
وجمال وعمق هذه النصوص أنها صدرت من تجارب حياتية لقائليها ومبدعيها ومن مخزون معرفي وأدبي وعلمي وشعري ثري.
ويلحظ القارئ أن جامعها وموثقها اختار النصوص بدقة وعناية شديدتين حيث تجد كل نص جميلا بأسلوبه غنيا بما يحمله من معان وقيم تكشف عن ذوق الأمير عبدالله وحسن اختياره. وقد عُرف عن الأمير عبدالله الحكمة الثاقبة والرأي السديد.
ولقد عرفت بعض أبناء سموه ورأيت أثر تربيته لهم بحب العلم وبُعد النظر والإخلاص بخدمة دينهم ووطنهم.
وممن عرفت منهم الأمير تركي بن عبدالله الرجل الخلوق المثقف وصاحب أول جائزة خاصة بالنزاهة.
وعرفت الأمير الشاعر فواز بن عبدالله بما عليه من خلق كريم وتواضع جم
والأمير سلمان بن عبدالله جارا فاضلا ومثققا وقارئا.
ثم الأمير م.أحمد بن عبدالله محافظ الدرعية السابق الذي أخلص بالمسئوليات التي أنيطت به وآخرها محافظة الدرعية التي انطلق بها وبتطويرها بدعم القيادة إلى آفاق واسعة من التطور.
صدر الكتاب من مركز العوجا للدراسات والبحوث وقام بنشره وطباعته وتوزيعه مكتبة دار الرشد.
رحم الله الأمير عبدالله بن عبدالرحمن رجل الدولة وعضد أخيه الملك عبدالعزيز والمستشار لأبنائه البررة: الملك سعود والملك فيصل رحمهم الله جميعا وجمعهم بجنة المأوى.