: آخر تحديث

الهروب إلى الأمام

4
3
3

ليس أمراً جديداً أن يتم الحديث عن (إسرائيل الكبرى)، فهذه السردية موجودة في العقلية المتشددة للمتطرفين اليهود، أمر يحلمون بتحقيقه عبر الأزمنة، تحكي عنه كتبهم وأساطيرهم، ولا ينفكون بالحديث عنه، الجديد في الذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحدث عنه، وإن لم يكن أول رئيس وزراء إسرائيلي يفعل ذلك بل سبقه ديفيد بن غوريون وحاييم وايزمان، وإن كان حديثهما أكثر تلميحاً منه تصريحاً، ورغم الانتقادات الرسمية والشعبية في دول العالم للإبادة الجماعية التي يرتكبها نتنياهو وحكومته في غزة والتي مازالت قائمة، يدلي رئيس الوزراء الإسرائيلي بتصريحاته في هذا التوقيت الذي يسقط فيه عشرات الشهداء الفلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي، وأيضاً من الجوع الذي تستخدمه إسرائيل كسلاح ضدهم.

الأحلام الإسرائيلية خاصة تلك التي يحلم بها المتطرفون الذين يشكلون الحكومة الإسرائيلية الحالية لا يمكن السكوت عنها، فهي وإن كانت مجرد تصريحات إلا أنها تفصح عن النوايا الإسرائيلية بكل وضوح، رغم أنها تنطوي على اعتداء ولو لفظياً على دول قائمة ذات سيادة يجب احترامها، وتصريحات نتنياهو تزيد من الوضع تعقيداً، رغم المساعي التي يتم بذلها بكل جد وإخلاص لوضع الحل الأمثل لإنهاء القضية الفلسطينية، وتقودها المملكة على أسس المبادرة العربية ومبادرة حل الدولتين، التي لقيت دعماً دولياً وزخماً غير مسبق، وتضع النقاط على الحروف، وتنهي أطول أزمة في التاريخ الحديث، إلا أن الحكومة الإسرائيلية المتطرفة تريد الإفلات من الضغوط الدولية بإطلاق تصريحات تلفت الأنظار عما يحدث في غزة، وأيضاً لكسب المزيد من أصوات المتطرفين في الداخل الإسرائيلي لسياستها المتطرفة، واتخاذ سياسة (الهروب إلى الأمام) كسلوك غير بنّاء يعكس عدم القدرة أو الرغبة في مواجهة المشكلات بشكل مسؤول، ويهدف إلى إيجاد مخرج مؤقت أو وهمي من الأزمة التي تعيشها.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد