: آخر تحديث
من "ألو" إلى تهكير لحسابك

هل سرق أحدهم صوتك… وأنت لا تدري؟ بين الذكاء الاصطناعي والمكالمات الغامضة، ما لم تقله قد يُستخدم ضدك!

3
3
3

إيلاف من سان فرانسيسكو: “أتساءل كل مرة أتلقى فيها اتصالًا من رقم مجهول ثم يُغلق فورًا… هل يُسجل أحدهم صوتي؟”
هكذا عبّرت جوليا ، سيدة أعمال في سان فرانسيسكو، عن قلقها في محادثة جماعية بسيطة، لكنها لامست جوهر معضلة أمنية متصاعدة: سرقة الصوت.

في زمن الذكاء الاصطناعي المتطور، لم تعد الأصوات تُستخدم فقط للرد على المساعدات الذكية، بل أصبحت أيضًا مفاتيح رقمية للوصول إلى حساباتك البنكية، ورسائلك، وهويتك. تقنيات جديدة باتت تتيح توليد صوت شبيه بصوتك بدقة مذهلة بمجرد تسجيل قصير. هذا يعني أن مكالمة واحدة تُغلق بسرعة قد لا تكون عبثية، بل اختبارًا أو فخًا لالتقاط بصمتك الصوتية.

وقد أشار صديق آخر يعمل مبرمجًا في شركة Microsoft، إلى أهمية توثيق هذا الخطر بأمثلة واقعية. فأوضح أن بعض المؤسسات المالية مثل Charles Schwab تعتمد على بصمة الصوت للتحقق من هوية العميل، كما تُستخدم تقنيات متقدمة من شركات مثل D-ID في إنشاء أصوات اصطناعية قد تُستغل بشكل خطير. ‏ايضاً مؤسسات أخرى مثل HSBC وWells Fargo وBarclays طورت تقنيات مشابهة، تعتمد على التعرف الصوتي كوسيلة تحقق أساسية، مما يجعل هذه التقنية منتشرة في العديد من الأنظمة البنكية والتجارية حول العالم.

جوليا شبّهت هذا الواقع الغريب بأحداث فيلم Mountainhead، وهو عمل كوميدي داكن يسخر من هوس وادي السيليكون بقوة التقنية وسطوتها، حيث يتحول الشك في كل صوت ومكالمة إلى حالة شبه وجودية.

وفي ختام هذا الحديث، توصّلنا إلى أربع قواعد للبقاء آمنين في عصر تتكلم فيه التقنية بصوتنا:
1. لا ترد على الأرقام المجهولة، أو على الأقل لا تبدأ المكالمة بقول اسمك أو أي معلومة شخصية.
2. فعّل التحقق بخطوتين دائمًا، ولا تكتفِ بالاعتماد على الصوت وحده كوسيلة مصادقة.
3. راقب سجل مكالماتك وتسجيلاتك الصوتية في التطبيقات التي تستخدمها باستمرار.
4. وتذكّر أن كلمات بسيطة مثل “نعم” أو “موافق” قد تتحوّل إلى بصمة يستنسخها الآخرون… فتجنّبها في مكالمات لا تعرف مصدرها.

في زمن الذكاء الاصطناعي، صوتك قد يكون الخيط الأول لاختراقك. المكالمة الغريبة ليست عبثية… بل قد تكون فخاً خطيراً!


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في لايف ستايل